سيشهد سكان جدة بدء عمليات تطوير وتغيير ملحوظ وملموس على المنطقة التاريخية في مشروع يهدف لإعادة تأهيل وإحياء المنطقة التاريخية لمدة تصل إلى 10 سنوات وبتكلفة تصل إلى  ملياري ريال. وبنهاية العام الهجري الحالي ستبدأ عمليات التطوير على المنطقة التاريخية بعد أن تولت شركة "تطوير وسط المدن" مهام إعادة ترميم المنطقة التاريخية، وهي المطور الحصري لمشروع تطوير وسط جدة  أكبر المشاريع التطويرية بمنطقة الشرق الأوسط، والتي ستعمل على إعادة تأهيل الوسط التاريخي للمدينة والمحافظة على إرثها العمراني للأجيال المقبلة. وأوضح الرئيس التنفيذي لشركة وسط جدة التاريخي الدكتور مجدي المنصوري لــ "الوطن" أن الشركة تعنى بإعادة تأهيل المنطقة التاريخية وأن مشروع تطوير وسط جدة التاريخي يجسد أداة ثقافية ومعمارية واجتماعية هامة، ويعطي الأولوية القصوى للمحافظة على قلب المدينة التاريخي الفريد لإحيائه مرة أخرى سكنياً وتجارياً.  وأشار إلى أن المشروع التطويري سيقوم على تحويل جدة إلى مدينة عصرية نابضة بالحياة ترقى إلى مصاف المدن الكبرى على مستوى العالم، بما في ذلك توسعة الطاقة الاستيعابية لسكان المنطقة من الوحدات السكنية المختلفة، وتوفير الفرص الوظيفية التي ستعود بالفائدة على الشباب القاطنين بالمدينة على المدى الطويل. وأكد على أن الشركة ستعمل بدءا من نهاية العام الهجري الحالي على إعادة ترميم وتأهيل المنازل بالمنطقة التاريخية خلال مدة أقصر مما تم تحديده لإنهاء أعمال المشروع والمقدرة بـ 25 عاما مقبلة، وتوقع  الانتهاء منها في مدة أقصاها 10 أعوام بدلا من 25 عاما وبتكلفة تبلغ  ملياري ريال. وأضاف أنه سيتم العمل على إعادة ترميم وتأهيل المنازل لتصبح ملائمة أكثر كوحدات سكنية من ناحية سلامتها الإنشائية وخدماتها الصحية والكهربائية والميكانيكية.

وفي رده على سؤال عن كيفية التعامل مع ملاك المباني، أشار إلى أن الشركة ستدخل مع الملاك في شراكات استراتيجية من خلال إعادة تأهيل هذه المباني لتكون أكثر أهلية للسكن سواء من قبل ملاكها الأصليين أو عن طريق تأجيرها لمن يرغب السكن بالمنطقة التاريخية مستقبلا. وأبان أن جزءا من عمل الشركة بالمنطقة يقوم على إنشاء مرافق تجارية ومطاعم وفنادق ذات طابع تراثي، إضافة إلى تخصيص مناطق حرفيات وأكاديميات "مهنية تراثية" تعمل على تعليم الملتحقين بها من الطلاب والطالبات أساسيات العديد من المهن الحرفية والتراثية وهو ما سيخلق بزعم المنصوري فرص عمل متعددة لكثير من أبناء المنطقة، مؤكدا على أن المنطقة التاريخية ستكون المركز التراثي والاقتصادي والوجهة الأولى للسياحة في مدينة جدة باكتمال أعمال المشروع.  يذكر أن مشروع تطوير وسط جدة استحق الجائزة الأولى ضمن فئة مشاريع إعادة الإعمار في قمة الاستثمار العربي التي عقدت مؤخراً بالعاصمة الإماراتية أبو ظبي، إضافة إلى ترشيحه لجائزة أفضل مشروع للبنى التحتية، وجائزة أفضل مشروع عقاري، إضافة إلى مشاركة شركة تطوير وسط المدن حاليا في المؤتمر الدولي الأول للتراث العمراني في البلدان الإسلامية الذي يحظى برعاية كريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز، وتنظمه الهيئة العامة للسياحة والآثار بالعاصمة الرياض في الفترة من23- 28 مايو 2010، وتصاحبه فعاليات ثقافية في مختلف مناطق المملكة والذي يحظى بمشاركة 16 وزيراً يمثلون ثماني دول عربية وإسلامية، إضافة لـ50 متحدثاً رسمياً و162 باحثاً حرفياً، كما سيشهد عرض أكثر من س60 دراسة ميدانية لحرفيين متخصصين في هذا المجال الحيوي.