من المتوقع تأجيل عرض قرار العقوبات ضد إيران للتصويت في مجلس الأمن بسبب تداعيات المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل بحق نشطاء أسطول الحرية،فيما لاقت تلك المجزرة تأييدا من نائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن الذي أعطى الحق لإسرائيل بارتكاب جريمتها ،الأمر الذي لاقى ترحيبا من قبل اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الذي وجه لبايدن كتاب شكر.

وقالت تقارير أميركية إن موعد عرض قرار العقوبات للتصويت كان قد تحدد أمس أو اليوم (الجمعة). وكان الموقف التركي بصفة خاصة أحد أسباب التلكؤ في عرض النص المقترح إذ إن أنقرة تحتل مقعدا بين الدول غير دائمة العضوية في مجلس الأمن خلال دورته الراهنة. وطبقا لتصريحات مسؤولين أمريكيين لأجهزة الإعلام في الولايات المتحدة فإن واشنطن لم تتمكن أيضا من إقناع الدول المستعدة للموافقة على القرار من حيث المبدأ بما ورد في الملاحق التي تحدد الهيئات والشخصيات الإيرانية التي سيشملها القرار. من جهة أخرى فإن دولا أخرى أبدت رغبتها في تأجيل التصويت إلى أن تهدأ المشاعر التي أثارتها المجزرة الإسرائيلية الأخيرة.

ورفض الناطق بلسان الخارجية الأميركية فيليب كراولي تحديد أي موعد لتوقيت عرض قرار العقوبات على المجلس. وقال "سنعرض النص المقترح للقرار خلال الأيام المقبلة ونحن نتوقع من كل أعضاء المجموعة الدولية لاسيما من اختيروا لعضوية مجلس الأمن وللتعامل مع مثل هذه القضايا دعم القرار المقترح". وقال كراولي إن النقاش يتركز على الملاحق وإن العمل لا يزال جاريا للتوصل إلى صيغة ملائمة لها.

من جهة أخرى أجرى الصحفي الأمريكي المعروف تشارلي روز مقابلة مع نائب الرئيس في قناة "بي بي أس" عرض فيه الأخير موقفا مؤيدا بصورة كاملة لإسرائيل في مجزرتها الأخيرة ضد ناشطي السلام الدوليين.وقال "أظنّ أن لإسرائيل الحق المطلق في التعامل مع مصلحتها الأمنية"، وأضاف "يمكنك أن تجادل فيما إذا كان يجب على إسرائيل أن تنزل أشخاصاً على تلك السفينة ولكن حقيقة الأمر هي أنه لإسرائيل الحق في أن تعرف، أنها في حرب مع حماس ولها الحق في أن تعرف ما إذا كانت الأسلحة تهرب أم لا".

وأضاف أن إسرائيل قالت إنه بإمكان السفن أن تفرغ حمولتها إلى شمال القطاع، أي في أحد الموانئ الإسرائيلية القريبة منه، على أن تسلّم هي المواد إلى غزة، متسائلاً لمَ السفينة أصرت على القدوم إلى غزة وقال "ما المشكلة الكبيرة هنا؟ لمَ المشكلة الكبيرة والإصرار في أن تتوجه مباشرة إلى غزة".

واعتبر أنه من المشروع لإسرائيل أن تتساءل عما تحمله تلك السفينة، متهماً حماس بإطلاق أكثر من 3 آلاف صاروخ على إسرائيل السنة الماضية.وطالب بيدن بوضع أي تحقيق تحت إشراف إسرائيل كما أكد قبول واشنطن لمشاركة دولية في ذلك التحقيق. وأصدرت منظمة إيباك التي تمثل رأس اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة بيانا شكرت فيه بايدن على تصريحاته "القوية في دعم إسرائيل كما نشكر عبارات الدعم التي قدمها أعضاء الكونجرس". وكان بايدن قد فسر التصدي العسكري الإسرائيلي للسفن المدنية بقوله إن إسرائيل في حالة حرب مع حماس وإن من حقها أن تعرف ما إذا كانت تلك السفن تحمل سلاحا إلى قطاع غزة.

وترددت في واشنطن أنباء غير مؤكدة عن أن البيت الأبيض أبلغ الإسرائيليين أن الوقت قد حان لمراجعة السياسة المتبعة حيال غزة وأن الموقف الراهن لم يعد يمكن أن يستمر إلى أبعد من ذلك. ويعكف الديبلوماسيون الأمريكيون الآن على وضع عدد من الاقتراحات التي تهدف إلى تغيير الوضع الراهن الذي يفرض حصارا خانقا ضد القطاع.