تزاد يوما بعد يوم قوة وانتشار وسائل "الإعلام الجديد" في مختلف الدول والقارات، ويشير قرار وزارة الثقافة والإعلام السعودية طبقا للخبر المنشور في "الوطن" أول من أمس بإنشاء "إدارة الإعلام الجديد" إلى استشعار وزيرها الدكتور عبدالعزيز خوجة لأهمية وسائل التواصل الحديثة بين الناس من إنترنت وما يتعلق به كالفيس بوك وتويتر والمدونات ويوتيوب وغيرها.. واعتماد جيل الشباب الذي يشكل الشريحة الأكبر في المجتمعات العربية على طرح الأفكار وتبادلها عن طريق هذه الوسائل يدعو للالتفات إليها لمعرفة همومه وتوجهاته وتطلعاته. وإلى ذلك فإن تفاعل مستخدمي وسائل الاتصال الحديث مع الأمور والمستجدات صار مسألة اعتيادية، ما يدعو إلى استطلاع آراء المواطنين من خلالها، وهذه من مهام إدارة الإعلام الجديد في الوزارة.

قوة الوسائل الجديدة تكمن في أنها جعلت من كل مواطن في أي دولة صحفيا إن أراد ذلك، فيصور ويحرر وينشر.. وعن طريق مواقع التواصل الاجتماعي يعممها ليطلع عليها الجميع.. فموقع "يوتيوب" على سبيل المثال لم يعد ينافس الفضائيات فحسب، بل إنها تأخذ مقاطع منه صورها أشخاص من منازلهم أو في الشارع، وتبثها، وهذا ما رأيناه في عدة مشاهد فضائية خلال أحداث مصر الحالية، وقبلها أحداث تونس.

وعن طريق الـ"فيس بوك" و"تويتر" أثناء سيول جدة والرياض.. كان المواطنون يخبرون بعضهم عن الأماكن التي تحتاج لإغاثة، وكانت المشاهد تبث على الـ"يوتيوب" لتحذير الناس من الذهاب للأماكن الخطرة.

وكتب الزميل ياسر حارب في صحيفة البيان (مارس 2008) أنه أواخر عام 2007 "دعت شركة نيسان في اليابان مئة مدون blogger لحضور حفل إطلاق سيارتها الرياضية سكاي لاين، ولم تدع أية وسائل إعلام أو صحفيين إلى الحفل. وعندما دخل المدونون، أغلقت الأبواب وتم الكشف عن السيارة، وأعطي الجميع الفرصة كاملة ليفعلوا بالسيارة ما يشاؤون. فقام بعضهم بتصويرها بكاميرات الهاتف النقال، وقام آخرون بتسجيل صوت محركها عندما يدوس أحدهم على دواسة البنزين. وفي اليوم الثاني انتشرت تلك المقاطع المرئية والصوتية على شبكة الإنترنت، فقامت الصحف الرسمية والشخصية ووسائل الإعلام الأخرى باقتباس مقاطع من التقارير المصورة والمكتوبة وعرضها على صفحاتها أو على شاشاتها".

سكان العالم الافتراضي يزداد عددهم يوما بعد يوم.. والالتفات إليهم اليوم أفضل من التأجيل، فربما يصنع تلاحم الوسائل إعلاما قويا ومؤثرا يصب في صالح المجتمع.