تحول ميدان التحرير إلى "هايد بارك" لكثرة ما يحتضن من أطياف المجتمع المصري التواق إلى التعبير بصراحة عما يجيش في صدره بعد سنوات طويلة من الصمت.

فالمعتصمون وإن كانوا بغالبيتهم الساحقة من الشباب المنتمين إلى ثورة 25 يناير، إلا أن ما يطفو إلى السطح من متحدثين يمثلون الأحزاب التقليدية المصرية، أساؤوا إلى الحركة في أكثر من مكان، خاصة أنهم بفضل الممارسة الطويلة من العمل السياسي الذي راوح مكانه خلال 30 سنة، يستطيعون بفضل خبرتهم الكلامية إحباط أي محاولة ثورية أو حتى تصحيحية. فالنظام من خلال الأحزاب التقليدية كان موجودا بقوة في ميدان التحرير، بعد أن ركبت موجة "التغيير".

ولكن الذي يثلج قلوب المتعلقين بالحركة الشبابية هو ظهور بعض القيادات في وسائل الإعلام ليقطعوا الشك باليقين أن لهذه الثورة من يتحدث باسمها بعد أن اطمأننا إلى أن الشعب هو من يحميها.

أسماء ستتردد في المستقبل في وسائل الإعلام وسيحفظها التاريخ بأنها لم ولن تفرط بجهود هؤلاء الشباب ولا بدماء من سقط منهم في كل الميادين وكل المدن المصرية، وسيكونون أمينين على كل قطرة عرق سقطت منهم كما كانوا أمينين على الأملاك العامة التي هي أملاك الشعب المصري.

سيتحول ميدان التحرير في الأيام والسنوات المقبلة إلى وجهة لطلاب الحرية، وستروي كل زاوية منه حكاية تتردد صداها في كتب التاريخ، بعد أن استطاع الأقوياء كتابته فعلا.