لا نأتي بشيء جديد عندما نكرر الجملة المعروفة ومفادها: أنه عندما تكون الأندية بخير يكون المنتخب الوطني بخير، وعندما يكون الدوري بخير نستطيع أن نجد توليفة من اللاعبين يمثلون الأخضر بكل اقتدار.... لكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل الأندية بخير؟.... وهل الدوري بخير؟....
للأسف يبدو أنهما ليسا بخير، وأن ذلك انعكس حتماً على المنتخب فكان ما كان، وحصل ما حصل، ووضح دون أي لبس أن العودة إلى الطريق الصحيحة ليست سهلة، وأن تطوير الواقع لم يعد ممكناً في ظل نفس الظروف التي نعيشها حالياً إلا إذا....
لقد تابعنا جميعاً في الآونة الأخيرة مباريات الدوري السعودي وأنا من الناس الذين لم تشدهم أي مباراة، ولم أشعر أن هذا الدوري هو نفسه الذي كان يلهب المشاعر والحناجر، ولولا القلة المتمسكة بالأمل والتي ترافق أنديتها في حلها وترحالها لقلنا إنه دوري دون أي نكهة.. حتى مباراة الديربي بين الهلال والاتحاد التي انتظرناها طويلاً التي جرت أول من أمس الأحد خرجت دون بصمة تذكر وعابها كل شيء: الأداء والتحكيم وتصرفات بعض اللاعبين والشغب...
من حق كل مواطن محب لرياضة بلده أن يسأل: لماذا؟.... لماذا وصل بنا الحال إلى هذا المستوى؟.... وإذا أردنا أن نتجاوز الماضي نسأل أيضاً: ماذا سيفعل المسؤولون وإلى متى سننتظر ومتى سنرى نتائج التغيير؟....
لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يبقى أي نادٍ في مستوى متطور وصاحب القرار فيه شخص أو اثنان...
لا يمكن لأي نادٍ أن يبقى متطوراً وهو أسير قوانين وأنظمة أكل الدهر عليها وشرب.
لا يمكن لأي نادٍ الاستمرار وهو يعرج من احتراف فصّله على مقياسه فبدا أضيق بكثير من إمكاناته.
لا يمكن النهوض بمستوى الأندية وهي تعاني من شح مادي ليس له حل إلا إذا عانه المحسنون لوجه الله تعالى.
لا يمكن لأي نادٍ أن يستمر بالمنافسة وهو يعاني من طواويسه ويغلق الباب على المراحل العمرية الأخرى فيه ويراهن على بضع أسماء قد تكون سبب سوء نتائجه.
هل نتوقع في ظل ظروف كهذه أن ينهض المنتخب (وفاقد الشيء لا يعطيه)؟.
قد لا تكون الصورة سوداوية إلى هذا الحدّ ولكن بصراحة واقع المنتخب والدوري جعل الصورة في أذهاننا قاتمة جداً، وما زالت عيوننا تبحث عن بصيص أمل نريد أن نشعر بنوره في القريب العاجل وإلا فإن العودة إلى الإشراقات ستكون بعيداً جداً.