هو نفسه، بل هم عشرات الأنفس، هو نفسه من يقبل في – دبي – ما لا يمكن قبوله في الرياض أو بريدة أو أبها، يجوب مع المئات ممشى – المارينا – في جميرة دبي ويشترط أمام الفندق سيارة التاكسي التي تقودها المرأة، وهذه صرعة من نفحات – دبي – وابتكاراتها في – البيزنس – من أجل ترضية هذه الشريحة من سياح المدينة القادمين من الغرب. هنا في دبي تصبح قيادة المرأة للتاكسي مطلباً وشرطاً من أجل مزيد من العفة. هو نفسه من يحارب بكل هوادة أن تقود المرأة سيارتها تحت الأعين وحدها في سيارة خاصة. هو نفسه الذي يقبل في دبي ما لا يمكن للرياض أن تمرره. هو نفسه يجوب ممشى المارينا الشهير ويضحك باسماً بصحبة العائلة في المقهى المكشوف بين عشرات الأفخاذ نصف العارية. هو من يداعب – الكاشير – بابتسامة خفيفة وهو الذي لم يقبلها كاملة الحجاب في سوق عام مكشوف أمام الخلق في جدة. ونفسه من يسمح لأطفاله المختالين من حوله أن يلبسوا الجينز الأزرق وقمصان – التي شيرت – التي تكتب عليها مصانع الصين ما لا نفهمه من إشارات اللغة. هو نفسه من يرى كل شيء بمفردة – الحرام – والشبهة وسد الذرائع وقفل المنافذ عندما نكون في الرياض ويفتح كل الشبابيك والأبواب عندما يختم الجواز إلى بلد أجنبي. المرأة التي تحرم قيادتها للسيارة في شوارعنا تصبح ضرورة أن يطلبها في – تاكسي – دبي النسوي. المقاهي التي تقوم على خدمتها طواقم النساء تصبح المكان المفضل للعائلة حتى يتجنب أن يخدمهم رجال بكل ما في هذا من الحرج. رفوف العطور والزينة وإكسسوارات المرأة تصبح المقصد إن كان – الكاشير – فيها امرأة، السباق على الفارغ من طاولات المقاهي المختلطة يصبح من باب فسحة النفس. هو نفسه، بل هم عشرات الأنفس: لماذا نتغير سلوكاً ولغة بعد أن نختم الجواز؟