حذّر المتحدث الأمني لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي من استهداف الفئة الضالة للشباب السعودي وإيقاعهم في الإرهاب والمخدرات حيث يخططون لاستدراجهم للعمل في التنظيمات الإرهابية، وحين يفشلون في ذلك يحاولون إيقاعهم في المخدرات لتحييدهم عن الدور الكبير الذي يقوم به المجتمع في محاربة الأفكار المتطرفة من خلال التعاون مع الأجهزة الأمنية لكشف مخططاتهم. وأضاف التركي أن حجم المضبوطات من المخدرات التي تروج في المملكة يدعو للقلق، معتبرا الأرقام التي تعلن بشفافية في وسائل الإعلام مشكلة حقيقية تستدعي اجتثاث هذه الآفة. وأكد وجود علاقة غير مباشرة بين الإرهاب والمخدرات من خلال تمويل العمليات الإرهابية بتجارة المخدرات. وقال التركي إن التائبين من الإرهاب اعترفوا بتلقيهم أموالا لا يعرفون مصدرها.
جاء ذلك خلال ندوة "الإرهاب والمخدرات: وقائع وأرقام" التي نظمتها أمس كلية المعلمين التابعة لجامعة الملك سعود بالرياض بالتعاون مع كرسي الأمير نايف لدراسات الأمن الفكري, وأدارها المشرف العام على كرسي الأمير نايف الدكتور خالد بن منصور الدريس.
فشل التنظيم
وأكد التركي أن المتورطين في الإرهاب يخضعون لبرامج مناصحة ورعاية، مشيرا إلى صدور أحكام على بعض معتنقي الفكر الضال وذلك بالسجن لعدة سنوات، وألا يطلق سراحهم إلا بعد أن تثبت توبتهم حيث يحدد القضاة سلامة فكرهم وهم من يقررون بقاءهم في السجن أو خروجهم منه.
وأكد التركي فشل تنظيم القاعدة داخل المملكة. وقال إنه بعد إخفاق التنظيم في التواجد على الأراضي السعودية لإحداث الفوضى اضطر مجبرا إلى الخروج والتواجد في مناطق مجاورة مضطربة، والعمل على تجنيد الشباب وتدريبهم وإعادة تصديرهم لتنفيذ هجمات داخل المملكة، مضيفا أن الأجهزة الأمنية رصدت إرهابيين حاولوا التسلل للمملكة للقيام بعمليات إرهابية. كما أشار إلى نجاح رجال الأمن في التصدي للإرهاب. وقال إن تجربة المملكة في دحر الفئة الضالة ومحاربة الإرهاب تحظى بإشادة دولية، وقد تكون السعودية الدولة الوحيدة التي استطاعت تحييد الإرهاب والقضاء على الفئة الضالة داخل أراضيها. وأضاف أن وزارة الداخلية لم تتوقف عند المواجهة المسلحة مع الإرهاب، بل تم تطوير استراتيجية للأمن الفكري وتعميمها عربيا وإسلاميا للحد من استهداف الأمتين العربية والإسلامية بالإرهاب.
الفكر الضال والإنترنت
وأشار اللواء التركي إلى أنه لا يوجد من يحمل السلاح في المملكة، ولكن الفكر الضال مازال ينشط ويقوم بتغرير البعض واستدراجهم إلى خارج المملكة ضمن خطط تهدف إلى الإساءة للمملكة، مؤكدا أن بعض الدول تهتم بإبراز الجنسية السعودية للإيهام بأن السعوديين يتورطون في أنشطة القاعدة الإرهابية، لافتا إلى أن الخطر الحالي للتنظيمات الإرهابية هو استخدام "الإنترنت" لتضليل الشباب واستدراجهم للأعمال الإرهابية. وقال المتحدث الأمني إن هناك برامج طورتها الأجهزة الأمنية للموقوفين في قضايا الإرهاب، لكن يجب تعميم المناصحة اجتماعيا ابتداء من البيت والمدرسة والشارع ليكون لها فائدة أكبر، منتقدا ضعف الدور التربوي في المدارس. وقال إن المدرسة أصبحت تعلم طلابها بشكل نظري ولم تعد قادرة على القيام بدور تربوي، ولا تكتشف مواهب وقدرات الطلاب ولا تعمل على تطويرها، كما أن هناك تقصيرا كبيرا في الرياضة والرسم اللذين لهما تأثير كبير على شخصية الفرد. وقال: كدت أفقد ولدي الوحيد حينما كان طالبا حين اعتمدت على دور المدرسة، لكنني لاحظت عليه بعض التصرفات والأسئلة الغريبة ولو لم أتدخل في الوقت المناسب، لكان مغررا به في إحدى مناطق الصراع.
قضايا المخدرات
أكد مساعد مدير عام مكافحة المخدرات لشؤون الوقاية الدكتور عبدالإله الشريف أنه لم يتم ضبط أي من المتعافين من إدمان المخدرات في قضايا الإرهاب، لافتا إلى أن حجم تجارة المخدرات خلال 2006 بلغ 800 مليار دولار، مؤكدا استهداف المملكة بالمخدرات وذلك لمكانتها عالميا. وقال إن المخدرات ليست تجارة فحسب بل استهداف للعقول، مضيفا أن 75% من الذين يعالجون في مستشفيات الأمل هم من مدمني حبوب الكبتاجون, فيما أثبتت الدراسات أن الأكثر استهدافا بمادة الحشيش هم من سن 15 إلى 25 عاما. وقال إنه في عام 1430 تم ضبط 17 طنا من الحشيش و60 كيلو جراما من الهيروين.إلى ذلك، قال المشرف العام على كرسي الأمير نايف الدكتور خالد بن منصور الدريس الذي أدار الندوة، إن هناك أمورا مشتركة كبيرة ما بين الإرهاب والمخدرات، مشيرا الى أن الإحصائيات تؤكد أن ضحايا المسلمين من الإرهاب ما بين 80 إلى 90% رغم ما يدعيه الإرهابيون من أن هدفهم هو محاربة الكفار والمشركين.