ما هي القيمة المهنية التي قدمتها قناة الجزيرة أثناء تغطيتها للأحداث في مصر؟

المتعصبون لرأيهم أو من تخدمهم قناة الجزيرة بأجندتها المضادة للحزب الحاكم في مصر، هم من يقللون من أي انتقاد لهذه القناة. فمن اليوم الأول كان يتضح لأي محايد أنها حاولت أن تسقط النظام بتأجيجها للشارع العربي على الرئيس مبارك وأرباب القانون المصري.

لا يهم كل ذلك مقابل ما فعلته عدة قنوات منها قناة "الحوار" و"المستقلة" "وسهيل" و"عدن" و"أو تي في" و"الجديد" و"الكرامة" وغيرها عندما نقلت بث قناة الجزيرة تعبيرا منها عن تضامنها معها بعد إيقاف بثها عبر القمر "نايل سات".

غريب ما يحدث، ألم يتساءل مديرو هذه القنوات عن السبب الذي أدى إلى وقف بث "الجزيرة"، فكان واضحا لكل محايد أنها تتعمد إثارة الشارع المصري على النظام. وبغض النظر عن أية مواقف سياسية فإن "تسييس" أي محطة إخبارية يفترض بها الحياد من أجل مصالح خاصة خطأ مهني لا يغتفر.

ألم يتساءل مديرو هذه القنوات عما تقدمه "الجزيرة" ولا تقدمه قنوات متخصصة في الأخبار كـ"العربية" أو "بي بي سي" أو "الحرة" أو غيرها. ما تقدمه هذه القنوات المحترفة هو أنها تستضيف كل الأطراف المؤيد والمعارض، وتطرح وجهات النظر المختلفة، وهو نفسه ما تتشدق به "الجزيرة" ولا تنفذه دائما: "الرأي والرأي الآخر"!

دعوة قناة الجزيرة للقنوات العربية بأنها تسمح لهم بنقل بثها كان رسالة استعطاف قوبلت بخطأ مهني، فلا يمكن لقناة تحترم مبادئها أن تقطع بثها لتنقل بث "الجزيرة"، إلا إذا كانت تؤمن بأجندتها السياسية في نقل الأحداث.

أكثر من علامة استفهام أضعها أمام هذه القنوات التي تعاطفت مع "الجزيرة" ونقلت بثها لأنها قالت فقط إن النظام المصري يستهدفها، وإنها تنقل الحقيقة ولذلك تم إيقاف بثها. كفى عبثا بعقول العرب أيتها القناة، فالضعفاء فقط هم من يصدقون أي شيء يشاهدونه أو يسمعونه دون أن يتأكدوا من مصداقيته، ولذلك كان هذا الخيط الرفيع الذي استغليتيه.

سؤالي الأخير للقنوات التي نقلت بث "الجزيرة": هل نقلك لبثها من أجل كلمة شكر سطرتها "الجزيرة" على شريطها الإخباري، أم من أجل "الحقيقة المزيفة"؟ أم لأنها تكرس سياسة الفوضى؟!