أضافت إسرائيل أمس جريمة جديدة في سجلها الحافل برا وجوا وبحرا, مستهدفة "أسطول الحرية" حيث سقط نحو 20 شهيدا من محبي السلام ودعاة كسر الحصار على غزة. ووصفت السعودية المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل بأنها تحد سافر للعالم أجمع, داعية المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه هذه الاعتداءات والسياسة الهمجية لسلطات الاحتلال الإسرائيلي.
وسجلت دائرة الصراع العربي الإسرائيلي اختلاط الدم التركي بالقضية ، حيث كانت غالبية الضحايا من الأتراك. وأمام ذلك تظاهر الآلاف في شوارع العاصمة والمدن التركية. واعتبر رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان ما حدث بمثابة إرهاب دولة ، مؤكدا أن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي. وفيما تعددت بيانات الشجب والإدانة عربيا وإسلاميا وأوروبيا طلب الرئيس الأمريكي باراك أوباما من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن يعرف "في أسرع وقت ممكن" الظروف الدقيقة للهجوم الإسرائيلي الدامي.
وفيما انعقد مجلس الأمن أمس بناء على طلب المجموعة العربية كلف أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون ممثله روبرت سيرر بالتحقيق في الجريمة.
إلى ذلك، وصلت سفينة "مرمر" التركية التي تعتبر أكبر سفن الأسطول البحري الذي حاول الوصول إلى قطاع غزة إلى ميناء أشدود الإسرائيلي عصر أمس بحراسة من سفن حربية إسرائيلية, وعلى متنها 18 متضامنا. وحتى مثول الصحيفة للطبع لم يعلن رسميا عن عدد القتلى في عملية الاستيلاء على سفن الأسطول, فيما تم نقل 38 جريحا من موقع الاستيلاء إلى المستشفيات. وبدأت مصلحة السجون الإسرائيلية باستيعاب عدد من ركاب السفن الذين تم اعتقالهم خلال العملية.
لاقت المجزرة التي ارتكبتها اسرائيل بحق المتضامنين الدوليين والعرب مع ابناء غزة ومن أجل فك الحصار عن القطاع ردود فعل عربية شاجبة ،حيث دعت معظم الدول العربية الى عقد اجتماع عاجل لجامعة الدول العربية لمناقشة المجزرة واتخاذ اللازم،كما دعت بعض الدول العربية مجلس الأمن للانعقاد وإدانة اسرائيل وجرائمها.
فقد وصفت دول مجلس التعاون الخليجي العدوان بأنه من "أعمال القرصنة البحرية وإرهاب دولة"، مطالبة بإحالة المسؤولين الإسرائيليين مرتكبي هذه الجريمة إلى محكمة الجنايات الدولية.
ورأى الأمين العام للمجلس عبد الرحمن العطية أن "إسرائيل كيان مارق على القانون الدولي، وأنها بإقدامها على جريمة إزهاق أرواح المدنيين الأبرياء على متن أسطول الحرية، وبينهم أطفال ونساء وشيوخ، ومن جنسيات مختلفة، قد اعتدت على القانون الدولي وبخاصة القانون الإنساني الدولي، وان العدوان الإسرائيلي السافر يندرج تحت جرائم الحرب". وطالب العطية "المجتمع الدولي، وعلى وجه الخصوص مجلس الأمن واللجنة الرباعية بالتدخل الفوري والحازم لملاحقة المسؤولين الإسرائيليين مرتكبي هذه الجريمة، تمهيداً لإحالتهم إلى محكمة الجنايات الدولية، نظراً لخطورة هذه الجريمة البشعة وتبعاتها على الأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها".
ودانت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في السعودية الاعتداء واعتبرته جريمة حرب وقرصنة وإرهاب دولة ومخالفة لكل القوانين والأعراف والمعاهدات والمواثيق الدولية والإنسانية.
ودعا الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في بيان لاجتماع طارئ لمناقشة "العمل الإرهابي الذى اقترفته قوات الاحتلال الإسرائيلي" ضد قافلة سفن المساعدات.ودعا موسى إلى عقد اجتماع عاجل لمجلس الجامعة اليوم بمقر الجامعة للنظر في الجريمة الشنعاء .
ودانت مصر "الأعمال الإجرامية" الإسرائيلية ، مؤكدة تضامنها الكامل مع الشعب الفلسطيني .واستدعت القاهرة السفير الإسرائيلي وأبلغته بـ "رفضها لأعمال القتل الوحشية التي تعرضت لها القافلة" .
وأدانت منظمة المؤتمر الإسلامي، التي تمثل 56 دولة ، الهجوم في خطاب أدلى به ممثل باكستان خلال اجتماع مجلس حقوق الإنسان الذي افتتح دورته الصيفية في جنيف أمس.
ودان الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي ، بشدة الجريمة. واعتبرها تصعيداً خطيراً وانتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي والقيم الإنسانية، وحمل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن صحة وسلامة المشاركين في القافلة. واستنكرت الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي الهجوم ، وقالت إن ما قامت به إسرائيل من استخدام للقوة في مواجهة سفن أسطول الحرية ومن فيها يتنافى مع الأعراف الدولية ولاسيما أن هدف الضحايا من الأهداف الإنسانية التي تحث عليها هيئات حقوق الإنسان والمؤسسات الدولية والاجتماعية والقانونية .
وأدانت سوريا الهجوم واعتبرته جريمة ،وطلبت انعقاد مجلس الجامعة العربية في جلسة طارئة لدراسة الموقف واتخاذ خطوات عملية لكسر حصار غزة ، مؤكدة تضامن سوريا مع شعب وحكومة تركيا.
وعم السخط والإدانة في بيروت وصدرت نداءات لمد يد المساعدة إلى أعضاء أسطول الحرية والشعب الفلسطيني، كما صدرت دعوات عن جهات عديدة للتظاهر والإضراب العام حدادا على الشهداء واستنكارا للمجزرة الإسرائيلية، بينما عاشت المخيمات الفلسطينية أجواء حزينة وتظاهر المئات مطالبين العالم بالتدخل لوقف المجزرة ومعاقبة إسرائيل. وحمل الرئيس اللبناني ميشال سليمان إسرائيل المسؤولية الكاملة عن حياة المدنيين الموجودين على متن السفن ، داعياً المنظمات الإنسانية الدولية "إلى التدخل السريع والعمل على إنقاذهم".
ووصف رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الهجوم بأنه "خطير" و"خطوة مجنونة" من شأنها أن تؤجج التوترات في المنطقة. ودعا المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراء قائلا إن لبنان على اتصال مع عدد من البلدان لتنسيق ردود فعل على الحادث.
ووصف النائب اللبناني عن حزب الله حسن فضل الله الهجوم ، بأنه "جريمة ضد الإنسانية"، محملا اسرائيل المسؤولية عن حياة الناشطين المحتجزين ومعتبرا أنهم "رهائن".
وفي الأردن شارك أكثر من ثلاثة آلاف شخص في مسيرة حاشدة انطلقت من أمام مقر النقابات المهنية في عمان الى مقر الحكومة الأردنية بمنطقة الدوار الرابع للاحتجاج على الاعتداء الإسرائيلي .
ودعا أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني المجتمع الدولي الى التحرك من أجل كسر الحصار الاسرائيلي على قطاع غزة. وقال في كلمة أمام منتدى اقتصادي في الدوحة إن " كل من يتحدث عن الحرية والعدالة والديموقراطية مطالب الآن بفعل شيء لكسر هذا الحصار حتى لا تذهب دماء هؤلاء الأحرار سدى".
من جهتها طالبت جماعة الإخوان المسلمين بمصر بطرد السفير الإسرائيلي من القاهرة وجميع الدول العربية والإسلامية "التي لها علاقات مع "الصهاينة".
ووصفت المعارضة المصرية الإجراءات الإسرائيلية بأنها تعبر عن سياسة دموية اعتادت عليها في حق المدنيين العزل .وقال مصدر يمني مسؤول إن "اليمن يدين الاعتداء الإسرائيلي على أسطول الحرية ويدعو لرفع فوري للحصار على غزة ".