رغم وجود المؤسسات الكثيرة التي تدعو للزواج وتحث عليه من منطلق ديني واجتماعي، ورغم تبني المجتمع لفكرة الزواج للرجل بشكل مبالغ فيه حتى سهل أمامه كل الطرق وذلل كل العقبات حتى يصبح مزواجا مسياحا مسفارا مسيارا، وأصبح تعدد الزوجات لدى الرجل دليل فحولة ورجولة وبطولة.. إلا أن فكرة تكرار الزواج بالنسبة للمرأة (ولا أقصد فكرة الجمع بين الأزواج بالطبع) أمر معيب مخجل، أيا كان سبب هذا التكرار وبغض النظر عن المتسبب فيه سواء كانت هي أو الرجل، يبقى وصمة عار في تاريخها حتى تلجأ المرأة نفسها إلى إخفاء هذا الحدث عن الآخرين ما أمكنها ذلك.
كل ما سبق ليس أمرا جديدا على المرأة التي اعتادت على التمييز ضدها في مجتمع ذكوري بامتياز، الجديد أن يستمر إنكار حق المرأة حتى في زواج واحد ناجح دون أن تمارس ضدها أساليب التمييز المختلفة، فقد لجأت بعض الشركات الخاصة في المملكة العربية السعودية (حسب دراسة نشرت في أكثر من موقع إخباري)، لجأت إلى استبعاد النساء المتزوجات عن الكثير من الوظائف المناسبة لهن، وأبدت عدم الرغبة في توظيف الأمهات تحديدا، أما عن الأسباب والمبررات التي ساقتها هذه الشركات لتفضيل الفتاة العزباء على المتزوجة سواء كانت أماً أم لا فهي أسباب لا ترقى إلى درجة المنطقية ولا تصل إلى حد الإقناع ، فقد قالت هذه الشركات إن المتزوجة ثرثارة وتتحدث كثيرا في أمور لا دخل لها بالإنتاجية كهموم الأولاد وتربيتهم، ثم إن المتزوجة تطلب الكثير من الإجازات إما لتضع مولودا أو لترافق أبناءها المرضى، ومن وجهة نظري المتواضعة فإن هذه الأسباب لا تحتاج جهدا إلى نقضها فهي تنقض نفسها، فإذا كانت المتزوجة تثرثر في هموم التربية فالعزباء تثرثر في هموم الأناقة غالبا إن كانت صغيرة السن وإن كانت أكبر قليلا فسوف تنشغل بالأساليب المختلفة التي يجب اتباعها للبحث عن زوج، وبالتالي فسوف تحتاج إجازة لشهر العسل التي لا تحتاجها المتزوجة بالطبع، تليها إجازات الأمومة، إلا إن كانت هناك خطط مدروسة لتضمين عقد العمل بندا يمنع زواج الفتاة العزباء. لذلك فلدي حل أفضل لهذه الشركات وأكثر راحة للبال وهو عدم توظيف الفتيات (خير شر) المتزوجات وغيرهن. ولتذهب إلى الجحيم المرأة المتزوجة (صوريا) والتي تحتاج إلى وظيفة في القطاع الخاص وبراتب زهيد لتنفق على هؤلاء الصغار وتطعمهم.
[email protected]