اعترف ناقد عربي بأن انطباعه الأول عن الرياض أنها مدينة طاردة للعلاقات الاجتماعية، غير أن المتعمق فيها يجدها تحث على التواصل الاجتماعي وإقامة علاقات اجتماعية – على حد قوله - مشيراً إلى أنه تعرف على زوجته في الرياض وتزوج في الرياض وأنجب أبناءه الثلاثة في الرياض.
وقال الدكتور محمد خير البقاعي (من سوريا) إنه تعرف على كثير من خبايا الثقافة السعودية من خلال الصالونات الأدبية، حيث واظب على حضورها والاستفادة مما يلقى فيها وعلى وجه الخصوص خميسية الشيخ حمد الجاسر، وأحدية الدكتور راشد المبارك.
جاء ذلك خلال تدشين نادي الرياض الأدبي مساء أول من أمس "أسبوع الرياض الثقافي" بندوة بعنوان "الرياض في عيونهم" شارك فيها أربعة أكاديميين وباحثين عرب عاشوا في الرياض فترة طويلة ومازالوا، كما شمل الأسبوع معرضاً تشكيلياً، وآخر للصور القديمة شاركت فيه دارة الملك عبدالعزيز.
وقال رئيس النادي الدكتور عبدالله الوشمي في كلمة التدشين: إن حديث ضيوف الندوة يعتبر جزءاً من سيرهم الذاتية، ذلك أنهم لم يكونوا عابرين على الرياض بل أثروا وتأثروا بها وصنعوا حضوراً.
وشارك في الندوة إضافة إلى البقاعي: ليلى عساف (من لبنان)، الدكتور محمود عبدالعزيز الفرحان (من اليمن)، والدكتور عز الدين موسى (من السودان).
وقال البقاعي: إن كبار النقاد قسموا المدن قسمين: مدناً واقعية، ومدناً تخيلية، مشيراً إلى أن الرياض لها جانبان: واقعي ومتخيل، والواقعي مازال يتجاوز على المتخيل، ذاكراً أنه عندما وصل إلى الرياض عام 1996 كان الجو الثقافي مختلفاً بعض الشيء عما هو اليوم، فقد كان الحضور كثيفاً في الندوات في وقت لم يبدأ فيه الانفجار الفضائي، وقال إنه قبل أن يصل إلى الرياض كانت لديه فكرة مبسطة عنها من الكتب التي كانت تنشر والمجلات التي كانت تصدر، وأشهرها في ذلك الوقت مجلتا "عالم الكتب" و"الفيصل".
الشاعرة والتشكيلية عساف أوضحت أنها قضت حتى الآن 17 عاماً في الرياض كانت كلها مفعمة بالأمن والأمان، مشيرة إلى أن الرياض كلما كبرت توسعت الخطى نحوها، مؤكدة أن رائحة الرياض ستبقى في ذاكرتها عندما تغادرها في يوم ما.
أما الفرحان فقال إنه عاش في الرياض منذ عام 1398 أي قبل 33 عاماً، مبيناً أنها تغيرت تغيراً اجتماعياً كثيراً بعد الطرق الدائرية التي شُقّت فيها.
بينما أشار عز الدين موسى إلى تنقله في العيش بين لبنان ثم نيجيريا إلى أن استقر في الرياض التي قال إنها مدينة تطورت كثيراً لأن فيها مجتمعاً وجد الموارد من جهة، العزيمة من جهة أخرى، والرغبة في التطور من جهة ثالثة.
وشهد أسبوع الرياض الثقافي أمس ندوة عن "الرياض في الرحلة والشعر والرواية"، تحدث فيها كل من: الدكتور عبدالعزيز الهلابي، الدكتور عبدالله الحيدري، أميمة الخميس، فيما يشهد اليوم حديثاً عن العرضة السعودية يقدمها الراوية محمد القويعي على إيقاعات العرضة السعودية، مستعرضاً تاريخ العرضة.
إلى ذلك يعقد رئيس النادي مساء اليوم مؤتمراً صحفياً للإعلان عن إطلاق جائزة كتاب العام.