أثنى الرئيس الأمريكي باراك أوباما في بيان على الاتفاق "المتوازن والعملي" الذي تم التوصل إليه أول من أمس في مؤتمر الحد من الانتشار النووي في نيويورك، مبديا في الوقت نفسه معارضته لذكر إسرائيل في البيان الختامي، فيما نددت إسرائيل بالاتفاق ووصفته بـ "النفاق".

وأعلن أوباما في بيان بثه البيت الأبيض مساء أول من أمس "أن الولايات المتحدة ترحب بالاتفاقات التي تم التوصل إليها خلال مؤتمر 2010 لمراجعة معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية من أجل تعزيز النظام الدولي لمنع الانتشار".

وتابع إن "هذا الاتفاق يتضمن خطوات متوازنة وعملية سوف تساهم في تقدم منع الانتشار ونزع السلاح النووي والاستخدام السلمي للطاقة النووية، التي تشكل المحاور الرئيسية الثلاثة للنظام العالمي لمنع الانتشار".

لكنه أبدى معارضته "الشديدة" لذكر إسرائيل تحديدا في الشق المتعلق بالشرق الأوسط في البيان الختامي.

وحول هذه النقطة الأخيرة، ينص البيان الختامي للمؤتمر على تنظيم مؤتمر دولي عام 2012 "يفترض أن تشارك فيه جميع دول المنطقة وأن يفضي إلى قيام" منطقة منزوعة السلاح النووي يفترض أن تشمل إسرائيل وإيران.

وجاء في البيان أنه "من المهم أن تنضم إسرائيل إلى المعاهدة وتضع كل منشآتها النووية تحت الضمانات الشاملة للوكالة الدولية للطاقة الذرية".

وفي المقابل، لم يأت البيان على ذكر إيران في حين يتهمها الغربيون بانتهاك القرارات الدولية التي تطالبها بتعليق نشاطاتها النووية الحساسة وبإثبات الطابع السلمي لبرنامجها النووي.

وقال مسؤول حكومي إسرائيلي رفيع المستوى طلب عدم كشف هويته إن "هذا الاتفاق مطبوع بالنفاق. لم يشر نصه إلا إلى إسرائيل ولم يذكر بلدانا أخرى مثل الهند وباكستان وكوريا الشمالية التي تملك أسلحة نووية أو إلى إيران التي تسعى لامتلاكها".

وأضاف إن "عدم الإشارة إلى إيران يشكل صدمة خصوصا أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية كشفت في الأشهر الأخيرة معلومات إضافية عن الطبيعة العسكرية لمشاريع إيران النووية".

وكان المؤتمر نص على اتفاق هو الأول منذ 10 سنوات، يتناول بصورة خاصة نزع السلاح وإقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط.

وأقر بالإجماع بيانا ختاميا من 28 صفحة يتضمن 4 خطط عمل بشأن كل من المحاور الرئيسية الثلاثة في معاهدة الحد من الانتشار النووي وهي نزع الأسلحة ومراقبة البرامج النووية الوطنية للتحقق من أهدافها السلمية والاستخدام السلمي للطاقة الذرية، وبشأن إقامة شرق أوسط خال من السلاح النووي.


إقامة منطقة خالية من السلاح النووي في الشرق الأوسط

تدعو الأمم المتحدة الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا لمؤتمر إقليمي عام 2012 " يفترض أن تشارك فيه جميع دول المنطقة وأن يفضي إلى قيام" منطقة خالية من السلاح النووي وغيره من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط.

• يؤكد مؤتمر مراجعة معاهدة الحد من الانتشار النووي على أهمية وضرورة التوصل إلى التنفيذ العالمي للمعاهدة. وبدعوة جميع دول الشرق الأوسط التي لم تنضم حتى الآن إلى المعاهدة للقيام بذلك بدون إبطاء بصفتها دولا لا تملك السلاح النووي.

• ويؤكد المؤتمر تحديدا على "أهمية أن تنضم إسرائيل إلى المعاهدة وتضع كل منشآتها النووية تحت الضمانات الشاملة للوكالة الدولية للطاقة الذرية".

نزع السلاح النووي

• تتعهد القوى النووية الخمس الموقعة على معاهدة منع الانتشار النووي (الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا) ببذل "جهود جديدة للحد من كل أنواع الأسلحة النووية وصولا إلى إزالتها" بدون فرض أي جدول زمني لذلك.

ضمانات أمنية

• على مؤتمر جنيف لنزع الأسلحة أن يبدأ على الفور بحث "ترتيبات دولية فاعلة لطمأنة الدول غير النووية إلى عدم استخدام أو التهديد باستخدام أسلحة نووية" ضدها.

التجارب النووية

• تتعهد جميع الدول التي تملك السلاح النووي بالمصادقة بدون إبطاء على معاهدة الحظر التام للتجارب النووية. وفي انتظار دخول المعاهدة حيز التنفيذ، تتعهد جميع الدول بالامتناع عن القيام بأية تجارب نووية.

المواد الانشطارية

• يؤكد المؤتمر على الضرورة الملحة لبحث وإبرام "معاهدة غير تمييزية متعددة الأطراف ويمكن التحقق منها دوليا بشكل فاعل تحظر إنتاج مواد انشطارية معدة لأسلحة نووية و غيرها من القنابل النووية".

منع انتشار الأسلحة النووية

• يشير المؤتمر إلى أهمية أن تضطلع الدول بكامل واجباتها على صعيد منع انتشار الأسلحة النووية للحفاظ على صلاحية المعاهدة ونظام الضمانات.

• وهو يشجع جميع الدول الأطراف التي لم تبرم وتطبق البروتوكولات الإضافية إلى القيام بذلك والالتزام بها بدون أن تنتظر دخولها حيز التنفيذ.

• كما يدعو الدول الأطراف إلى درس تدابير محددة تضمن التطبيق العالمي لاتفاقات الضمانات الشاملة.

الاستخدام السلمي للطاقة النووية

• يدعو المؤتمر الدول الأطراف إلى تكثيف المحادثات "بصورة غير تمييزية وشفافة برعاية الوكالة الدولية للطاقة الذرية أو منتديات إقليمية" من أجل تطوير مناهج متعددة الأطراف لإتمام دورة الوقود النووي.

كوريا الشمالية

• يحض المؤتمر بشكل ملح كوريا الشمالية على الالتزام بواجباتها ضمن المفاوضات السداسية حول برنامجها النووي بما يشمل "التخلي التام والقابل للتحقق عن كل أسلحتها النووية وبرامجها النووية الحالية". كما يدعو بيونغ يانغ إلى "العودة بأسرع ما يمكن إلى معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية والانضمام إلى اتفاق الضمانات الشاملة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية".