تحتفي منظمة اليونسكو في باريس بصدور الترجمة العربية لكتاب يحمل إجابة عن سؤال: كيف يجري تعليم الفلسفة في عالمنا. والكتاب هو "الفلسفة مدرسة للحرية". الصادر ضمن برنامج صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود من أجل تعزيز استخدام اللغة العربية في اليونسكو. والكتاب يعد بحثا حول تعليم مادة الفلسفة في المدارس والكليات والمعاهد اليوم. وتحمل هذه الدراسة، التي قامت على استبيانات ميدانية لتدريس الفلسفة عنوانا ثانيا هو: "تعليم الفلسفة وتعلم التفلسف: وصف الحالة الراهنة واستشراف المستقبل".
و أشرف على إعداد الدراسة قطاع العلوم الإنسانية والاجتماعية في اليونسكو، وساهم فيها عدد من الخبراء هم ميشال توزي ولوقا ساكرانتينو وأوسكار بينيفير وباسكال كريستوفولي.
كما قام بالإشراف على ترجمة النسخة العربية علي بن مخلوف وقام بالترجمة كل من فؤاد الصفا وعبد الرحيم زرويل وراجعها مكرم عباس.
يذكر أن أول دراسة وضعتها اليونسكو حول تدريس الفلسفة صدرت عام 1953. وشددت تلك الدراسة في حينها "على دور الفلسفة في الوعي بالقضايا الأساسية للعلم والثقافة، وفي بروز تفكير مدعوم بالحجج في مستقبل الوضع البشري." ويأتي هذا الكتاب كنوع من التحديث في هذا المجال يهدف إلى تسليط الضوء على "الوضع الحالي لتدريس الفلسفة في العالم".
و تلازمت الفلسفة مع اليونسكو تلازما جوهريا حيث ألهمت بقدر وافر ميثاقها التأسيسي فضلا عن كون اليونسكو وضعت منذ سنة 1946 برنامجا خاصا بالفلسفة. وشهد فلاسفة كبار مثل جان بول سارتر وإيمانويل مونيي وألفرد آيير ـ عرفوا بحضورهم اللافت في المؤتمر العام للمنظمة الذي انعقد في مقر جامعة السوربون ـ بالأهمية التي كانت المنظمة ترغب في إيلائها للفلسفة.