سبعة آلاف ميل قطعها المدير التنفيذي لمركز إعادة التأهيل والرعاية الصحية بالرياض رجل الأعمال السعودي محمد التريكي حتى وصل إلى ديترويت بحثاً عن أفكار تتعلق بطرق علاج إدمان الخمر والمخدرات والتي يقع العديد من الشباب السعودي ضحية لها في بلد ينظر شعبه إلى مدمني المخدرات والكحوليات على أنهم عار عظيم لا يجب الحديث عنه.
ويقول التريكي إنها ليست المرة الأولى التي يقطع فيها تلك المسافات بحثاً عن الأمل في التوصل لأفضل الطرق لعلاج الإدمان، حيث سبق له أن "زار مستشفى برايتون في ديترويت الذي به جماعات للخدمة الاجتماعية تقدم استشارات في مجال علاج الإدمان ,وقد قدم المستشفى بالفعل برنامجا بالعربية والإنجليزية مكونا من 12 خطوة في هذا الإطار".
ويشير التريكي إلى أنه يسعى لتغيير الصورة السلبية للمدمنين عن طريق إقامة شبكة من مراكز علاج الإدمان في المملكة . ويضيف قائلاً "أثناء زيارتي للمستشفيات الأمريكية، كان المرضى يتعمدون الحديث معي بكلمات عربية بصورة جعلتني أشعر وكأنني في وطني. ويقول التريكي "إننا بحاجة لبناء ثقافة تستند إلى برنامج يضم 12 خطوة، وهو برنامج روحاني يتفق مع النسق الإسلامي، ويهدف إلى دعم المرضى في مرحلة ما بعد التخلص من الإدمان". وينوي التريكي تحقيق ذلك من خلال ما تخطط إليه شركته عن طريق إقامة مستشفى يضم 250 سريراً. إضافة إلى إنشاء عدد من المراكز المرتبطة بالمستشفى، ليس فقط في السعودية، وإنما في جميع أنحاء الشرق الأوسط".و يشير التريكي إلى أنه ليست هناك إحصائيات تتعلق بعدد المدمنين في السعودية، إلا أنه يؤكد زيادة احتمال نجاح البرنامج في المملكة بمقدار الضعف أو أكثر عن نسبة نجاح تطبيقه في الولايات المتحدة الأمريكية".
ويضيف قائلاً "نحن نعرف أن الفجوة واسعة جدا بين احتياجات المدمنين للعلاج وإعادة التأهيل والمرافق والخبرات اللازمة لتنفيذ البرنامج، لكن علينا أن نعرف أيضاً أن الإسلام يشجع المسلمين على البحث عن علاج لإدمان الكحول والمخدرات. إن المجتمع المسلم مطالب بأن يبذل كل ما لديه من جهد لمساعدة أشقائه وشقيقاته على التخلص من تلك السموم".
ومن بين الذين يعملون في البرنامج "أليك بيري"، البالغ من العمر 82 عاما، والذي كان يدمن الكحوليات لمدة 40 عاماً قبل أن يعافى من الإدمان. ويقول بيري الذي يخطط لزيارة المملكة لاحقا للاتفاق على اللمسات الأخيرة للبرنامج، إن "الإسلام يحرم الخمور. والإيمان يشجع على علاج المدمنين الذين يعانون من آثار الإدمان، والبرنامج الروحاني من شأنه أن يتلاءم مع الإسلام بسهولة جداً".