يعتقد الكثير من الأزواج أن مساعدة الزوجة في أعمال البيت، ولو على سبيل المجاملة الزوجية والتقدير شيء مخجل وعيب كبير، لا يصح أن يحدث، لأن أنا الرجل تشبعت بالتقاليد والعادات التي جعلت من المساهمة، ولو بجزء يسير من عمل البيت أمرا لا يقبل، ولا يمثل مشاعر تساهم في توطيد العلاقات الزوجية بشكل أكبر، ولكن في المقابل يؤكد البعض أن مساعدة الزوج لزوجته في أعمال المطبخ تشعر المرأة بمشاركة زوجها لها، وبأن عملها مقدر ، ومن ذلك دخوله للمطبخ وإعداد الطعام معها، وما لذلك من انعكاس إيجابي على العلاقة الزوجية.

سالم السفياني اعتبر أن مشاركة الزوجة بجزء من عملها بالبيت جانب مضيء يعكس الحميمية في العلاقة، ويوطد المحبة والعشرة بين الطرفين، مشيرا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يساعد زوجته عائشة رضي الله عنها في عمل البيت، ويقول "النبي هو القدوة لنا، فكيف لا نقتدي به؟".

وقال محمد الشهراني "الحياة الزوجية تكمن حلاوتها في المشاركة في كل تفاصيلها وأمورها، ودخول المطبخ من الأمور المحببة إليّ، ولا أمانع ألبتة في مساعدة زوجتي، وإعداد الطعام لأسرتي، فذلك أمر محبب إلي"، مشيرا إلى أن من يرفض ذلك أو يمانع لأي أسباب يدخل في الزواج التقليدي الذي يحكم عليه بالفشل.

ويذكر رأفت محمد أن "مشكلة التقاليد والعادات القديمة البالية في الحياة الزوجية ما زالت ترتبط بكثير من الشباب الذين يرون حياة آبائهم، ومن سبقهم هي القدوة، رغم اختلاف الوقت والزمان الذي نعيشه".

وقال "يجب أن نضع الرسول صلى الله عليه وسلم قدوة لنا بكيفية معاملة الزوجة، وإشعارها بكيانها، وتقدير كل تضحياتها، فهي الأم التي تبني رجال المستقبل، ولا يعيب الرجل الوقوف مع زوجته، ولا ينتقص من قدره، لأن مشاركة الزوجة تزرع الثقة، وتزيد أواصر المحبة بين الزوجين".

ويستغرب سعد البقمي أن تكون مساعدة الرجل لزوجته في أعمال المطبخ مقياسا لمدى نجاح العلاقة الزوجية، لأنها ـ كما يقول ـ أمر يخص المرأة وهي المسؤولة عن البيت، لأن الرجل هو من يعمل ليوفر حياة كريمة لأسرته، وليس لديه وقت لمساعدتها في أمور البيت، كما أن تبادل المشاعر والتقدير يمكن أن يكون في أمور أخرى، وليس بدخول المطبخ.

وقال الاختصاصي النفسي زاهر الحكير إن "مساهمة الرجل في أعمال المنزل تشكل عاملاً مهماً في تحسين جو الألفة مع زوجته ، وتعطي المرأة سعادة أكبر، وشيء جميل أن يتعاون الزوجان في تدبير أمور المنزل، فيساعد الرجل زوجته في أعمالها سواء طبخا أو تنظيفا أو غيرهما، وكذلك الأمر ينطبق على المرأة فتقوم بمساعدة زوجها في أعماله".

ويتساءل "ما المانع من مشاركة الرجل زوجته في المطبخ، وكيفية إعداد الأطعمة والطبخ معها ، فأين العيب في ذلك ؟"، ويستطرد قائلا "بالعكس أنها لفرصة جيدة للتقرب من زوجته، فبمساعدته لها سيشعرها بأنه يريد أن يخفف عنها حمل أعمال المنزل، ولو باليسير، فتسعد بذلك، ويزيده عمله البسيط حباً ومعزةً وتقدير عندها".

ويستطرد الحكير قائلا إن "التعاون والمشاركة في أداء مهمة تتسم بالسهولة تدخل على الزوجة المتعة والفائدة، وكذلك مساعدة الزوج لزوجته، والابن لأمه، والأخ لأخته لا تنقص من مكانة الشخص، بل تعتبر دليل المحبة والتآلف والحنان والرحمة، وليس عيبا أن يقدم الرجل المساعدة، بل سيكون ذلك مدخلا لفرض محبته واحترامه.

وأشار إلى أن تعاون الزوجين منذ بداية حياتهما الزوجية المشتركة وتحاورهما للوصول إلى حلول مشتركة لأعباء الحياة سيعطي حياتهما جمالا ، ويخلق أجواء حميمية بينهما، أما إذا فشلا في التفاهم والتعاون فسيبدأ معها نشوب المشكلات والتجادل العقيم ، مما يجعل علاقتهما تسوء منذ بداية زواجهما، وتتزايد اتهامات الرجل للمرأة بالتقصير في تأدية الواجبات المنزلية، فيما تشتكي الزوجة من إهماله، وعدم مساعدته لها.

وأكد الحكير أن الزوج الذي يساعد زوجته كرامته محفوظة ومصانة، بل إنه سيحظى بحياة زوجية هادئة سعيدة، ومليئة بالحب، وهذا ما يؤكده المختصون والباحثون في هذا المجال ، إذ تؤكد دراسة اجتماعية أن التعاون بين الزوجين في الأعمال المنزلية يعمل على تقوية الروابط الزوجية والمشاركة الوجدانية، كما ينصح بعض علماء النفس بعدم إجبار الزوج على هذه المساعدة، لأن الزوج بطبعه عنيد، فهو لن يفعل ما تريده الزوجة إذا شعر أنه مجبر على ذلك، وتعتبر المساهمة من قبل الرجل بتلك الأعمال عاملا نفسيا مهما لتقوية الروابط بينهما، لأن المشاركة والتعاون بين الزوجين من أهم الروابط التي تزداد وتقوي العلاقة.