مثل هذا المسؤول يمثل الوزارة.. بمعنى: هو انعكاس لصورة الوزارة في الميدان مهما حاولنا إقناعكم بغير ذلك..

لا يمكن لنا أن نزايد على مصلحة وسمعة الوزارة أكثر من وزيرها ومسؤوليها، ولذلك أجزم أن الوزارة لن تسكت على بقاء هذه النوعية من المسؤولين..

الوزارة ما تزال صامتة ـ وهنا الغرابة ـ على الرغم من كون القضية التي سأتحدث عنها منظورة في محكمة الجوف ومنظورة في إمارة المنطقة.. ومن المؤكد أن الوزارة لا ترضى أن يكون هؤلاء المسؤولون هم صورتها في الميدان أبداً..

تقول الممرضة ـ صاحبة القضية ـ التي تعمل في مستشفى القريات: أحضرت زميلاتي وجبة غداء، وفوجئنا بمدير الشؤون الصحية بمحافظة القريات يدخل علينا!

وأمر بالتحقيق وحسم خمسة أيام وخرج.. وعندما سألتني مسؤولة المتابعة عن سبب إحضار الأكل، قلت لها بأنني وزميلاتي لسنا مخطئات.. حيث إنه لا يوجد بوفيه بالمستشفى للموظفين، ولا يوجد مكان مخصص للأكل وليس لنا وقت راحة لتناول الغداء، مع العلم بأننا نعمل من الساعة 7.30 صباحا وحتى 4.30 عصرا.. بعد ذلك نزل المدير من مكتبه ودخل علينا مرة أخرى!

ثم أخذ يتحدث عن النظام وعدم مخالفة النظام فقلت له: "إذا على النظام ومخالفته فأنت أول من خالف النظام وذلك بالتدخين داخل المستشفى.. فقال أمام الجميع: "أيوه أدخن.. وهذا دخاني" وأخرج علبة الدخان قائلا "هذا مو شغلك وأنت ما تحاسبيني"! ثم قام بنقلي إلى قسم آخر.. وحينما حضر زوجي مستفسراً عن سبب النقل قال له هذا المدير حرفياً "لازم تنفذ قرار النقل لمدة أسبوع؛ أدق خشمها وبعدين أرجعها"!

الخلاصة: هذه ليست قضية فردية.. هذه قضية تقودنا نحو قضية أخرى هي: من الذي يقوم باختيار هؤلاء المسؤولين؟ وعلى أي أساس يتم وضعهم في هذه الأماكن الحساسة والمهمة؟

الأمر مخجل.. كيف لنا العبور نحو العالم الأول بهذه العقليات الإدارية؟!