تتعلق أغلب الفتيات في مرحلة المراهقة بدفتر المذكرات، حيث تكون الكتابة وسيلة للتعبير عن خواطرهن في هذه المرحلة، ويتم ذلك بكتابة خواطر أو حروف أو أقوال مأثورة، ويلاحظ اهتمام بعضهن على الأخص بكتابة الحروف خاصة باللغة الإنجليزية.

تقول سارة حامد (طالبة جامعية) "كنت بالمرحلة المتوسطة متعلقة أشد التعلق بكتابة حروف صديقاتي المقربات مني على كف اليد سواءً بالقلم الخطاط أو الألوان الخاصة بالرسم، وفي بعض الأحيان أتفنن بطريقة رسم الحرف سواء على ورقة أو طاولة المدرسة، أو نقشه بحناء، وأيضاً أقوم بشراء الإكسسوارات المتميزة في صنع تلك الأحرف، والتي تتواجد بكثرة في الأسواق نتيجة اهتمام الفتاة المراهقة بها".

وتضيف سارة "أفضل الكتابة باللغة الإنجليزية أكثر من أي لغة أخرى، فبعض الزميلات يتحفظن بخصوصياتهن أكثر من اللازم، ولا يردن أن يعرف أحد ما يقصدن أو الشخصية المعنية بذلك الحرف، وبعضهن الآخر كان يعتقد أن اللغة الإنجليزية أكثر تألقا إذا كانت الفتاة في تلك المرحلة تحب التميز في كل ما تفعل".

وتضيف أماني محمد (طالبة بالمرحلة الابتدائية بالصف السادس) "تعلمت كتابة الأحرف الإنجليزية فأصبحت أفضل منها حرف F و A و R وM ، وهي الأحرف لأفراد من عائلتي".

وتشير سميرة عبد الله (طالبة بالمرحلة الثانوية) أن أغلب صديقاتها بالمدرسة يمتلكن دفتر مذكرات، إذ يعتبر مطلبا ضروريا لأغلبهن، ويختلف شكله باختلاف أذواقهن، فمنهن من تفضل ما يكون على شكل قلب، وأخرى أن يكون على شكل كتاب مزود بقفل، وبعضهن الآخر يكون على شكل زهرة وله رائحة عطرة .

وتضيف سميرة أن صاحبة هذا الدفتر تعطيه لكل مقربة سواء معلمات أو صديقات أو قريبات، بعد كتابة عبارات جميلة كالتعبير عن المشاعر الأخوية والدعاء بالتوفيق ، والاستمرارية في النجاح والإبداع، وأحيانا سرد مواقف طريفة وذكريات.

وتضيف أن الأغلبية من الصديقات يفضلن تعزيز تلك المشاعر بصور لشخصيات مفضلة لديهن، أو ورود وأشكال مختلفة، إضافة إلى وضع قصاصات من كلمات شعرية من مجلة أو ديوان لأحد الشعراء.

وتستعيد هناء علي وهي موظفة المواقف الطريفة التي مرت بها هي وصديقاتها أثناء تلك المرحلة أيام الدراسة، خاصة عند إحضار دفتر المذكرات أو ارتداء إكسسوار لحرف يرمز لصديقة، أو ما شابه ذلك، مؤكدة أنها كانت أياما جميلة مليئة بلحظاتها البريئة والسعيدة والمخيفة بنفس الوقت .

وتقول المشرفة التربوية بمكتب إشراف منطقة الرياض منى السلمي "يجب منح الفتاة في هذه المرحلة الثقة التامة، ورفع معنوياتها من الناحيتين الحسية والمعنوية، وذلك بإشعارها أن لها دورا في اختيار القرار الأنسب لها، وأن عليها أن تشعر بالمسؤولية مما يساعدها على المثابرة واتخاذ الشخصيات الأنسب .

وتؤكد السلمي أن الفتاه المراهقة تحتاج إلى ترشيد وتوجيه، لأنها في هذه المرحلة تتمتع بحماس وفكر نشط، حيث يمكنها اتخاذ قرارات خاطئة مصيرية، ويجب على الأهل والمدرسة تقبل كل ما تمر به الفتاة من تغيرات وا تخاذ قرارا ت قد تكون خاطئة يجب تعديلها، إضافة إلى أهمية التوضيح للفتاة المراهقة الأمور التي تستوجب العقاب إصلاحا وليس انتقاماً، بمعنى أن تكون هناك قواعد مبنية لتلافي الوقوع باللامعقول .

وتشير السلمي إلى أن الفتاه بمرحلة المراهقة المبكرة تعتقد أن دفتر المذكرات أو ما يسمى بالأوتغراف والحروف خاصة باللغة الإنجليزية هي وسيلة للتعبير عن الذات، واهتمامها بهذا المجال يشعرها بروح الشخصية المميزة، وأن لديها خصوصيات ، وأن على الأهل التغاضي دون التعليق بأي أمر سلبي خاص بذلك الشأن، بل يمكن استغلال هذا الاهتمام لدى المراهقة بأعمال فنيه، وتقديمها هدية إليها وذلك لتعزيزها .

وتذكر مديرة الابتدائية 150 بمنطقة الرياض فاطمة العميرأن طالبات المرحلة الابتدائية وخاصة بالصف السادس يكن في بداية سن المراهقة، فتبدأ الفتاة تشعر بأنوثتها، وتهتم بشعرها، وتبدأ بلبس بعض الإكسسوارات البسيطة، وهي عبارة عن حروف أو أسماء باللغة الإنجليزية، إما لاسمها أو حرفها الأول، أو لاسم أو حرف أول لإحدى صديقاتها، وهناك بعض الرسوم الكرتونية أيضاً .وتضيف العمير أنها لا تمانع من اقتناء الطالبة لدفتر المذكرات إذ تقدمه الطالبة لصديقاتها ومعلماتها ولها شخصيا، وكان المحتوى كتابات غير معيبة، ورسائل ذكرى تفضل الفتاة الاحتفاظ بها. لكون ذلك يسعدهن، مشيرة إلى أن التعامل مع الطالبات بحب واحترام يكسبهن الثقة بأنفسهن، وتقدير الذات.