وجدت دراسة كندية جديدة أن التغير المناخي سيتسبب بتراجع ملحوظ ومفاجئ في أعداد الدببة القطبية، وتوقعت الدراسة، وهي الأولى من نوعها في تحديد تأثير التغير المناخي على بقاء الدببة القطبية وتناسلها، أن ينخفض معدل ولادات هذا النوع من الدببة، وأن ينجو عدد أقل منها خلال المواسم الطويلة التي يختفي فيها الجليد. وقال المعد الرئيسي للدراسة التي نشرت في مجلة "الحفاظ البيولوجي". الدكتور بيتر مولنار من جامعة "ألبرتا" الكندية لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إنه "من المتوقع أن تنقرض بعض المجموعات (الحيوانية) بسبب الاحترار المناخي، فيما تبقى أخرى وإن كانت بأعداد أقل". وأشار إلى أن نتائج هذه الدراسة مجرد تخمينات تستند إلى حكم الخبراء أو مراقبتهم لما تعايشه الدببة الآن، وتوقعهم كيفية استمرارها لاحقاً، وقال "درسنا الآليات الكامنة وراء علم البيئة التي تعيش فيها الدببة القطبية كي نفهم بشكل أفضل ما قد يحصل في عالم ترتفع فيه درجات الحرارة". وركز مولنار والبروفيسور أندرو ديروشي وزملاؤهما من جامعتي ألبرتا ويورك على بنية وتصرفات وعلم بيئة الدببة القطبية، وكيفية تغير هذه الأمور في ظل استمرار ارتفاع درجات الحرارة.
وقال مولنار "طورنا نموذجاً لإيكولوجيا تزاوج الدببة القطبية، وقدرنا كم من الدببة الإناث ستتمكن من العثور على ذكر خلال موسم التزاوج وبالتالي الحمل".
وإذ لفت الباحثون إلى أن الدببة القطبية تبقى من دون طعام في فصل الصيف، استنتجوا أنه في ظل ارتفاع درجات الحرارة لفترات أطول بات يتوجب أن يتوافر في أجسامها كمية أكبر من الدهون والبروتينات كي تبقى على قيد الحياة. ورأى مولنار أنه في ظل ارتفاع حرارة المناخ، قد لا يسجل تغير ملحوظ في تناسل الدببة القطبية وبقائها على قيد الحياة إلى أن يتم تخطي حدود معينة عندها تتراجع نسبة التناسل والبقاء بشكل ملحوظ وسريع جداً.