أعلنت كوريا الشمالية اليوم (الثلاثاء 25 / 5 / 2010 ـ 17:45) قطع كل علاقاتها مع كوريا الجنوبية وقطع جميع وسائل الاتصالات بين البلدين، حسب ما أوردت وكالة الأنباء الرسمية الملتقط بثها في سيول.

وأعلنت بيونغ يانغ أنها ستطرد كافة الموظفين الكوريين الجنوبيين من منطقة "كايسونغ" الصناعية الواقعة شمال الحدود والتي يديرها البلدان، كما ستحظر تحليق الطائرات الكورية الجنوبية في أجوائها ومرور السفن في مياهها الإقليمية.

وفي وقت سابق اتهمت بيونغ يانغ جارتها الجنوبية بانتهاك مياهها الإقليمية وهددت بالرد بعمل عسكري، فيما حثت سول الصين اليوم (الثلاثاء 25/05/2010 – 13:30) على دعم جهودها الدولية لمعاقبة جارتها الشمالية على إغراق بارجة تابعة لها.

ووجه الجيش الكوري الشمالي اعتراضا اليوم الثلاثاء في رسالة إلى القوات المسلحة الكورية الجنوبية كما أوردت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية.

وأوضح أنه قبل 10 أيام دخلت عشرات السفن الحربية الكورية الجنوبية المياه الإقليمية الكورية الشمالية.

وجاء في الرسالة "هذا استفزاز متعمد هدفه إشعال نزاع عسكري جديد في البحر الغربي (الأصفر) الكوري وبالتالي دفع العلاقات الحالية بين الشمال والجنوب التي وصلت إلى أدنى مستوياتها نحو مرحلة الحرب".

وأضافت أنه إذا استمر انتهاك المياه الإقليمية فإن كوريا الشمالية "ستقوم بتفعيل إجراءات عسكرية عملية للدفاع عن مياهها كما سبق وأوضحت وسيعتبر الجانب الجنوبي مسؤولا بالكامل عن كل العواقب المترتبة على ذلك".

لكن متحدثا باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية نفى أن تكون أي سفينة دخلت المياه الإقليمية الكورية الشمالية.

ودبلوماسيا، أوضح مسؤول في وزارة الخارجية الكورية الجنوبية عقب محادثات بين المسؤول الصيني البارز و داوي ووزير خارجية كوريا الجنوبية في سيول يو ميونغ- هوان أنه "يبدو أن الصين تفهم خطورة الوضع".

ويكثف يو جهوده الدبلوماسية للحصول على التأييد الدولي لبلاده في هذه الأزمة. ولكن وعلى عكس العديد من الدول، رفضت الصين تحميل بيونغ يانغ المسؤولية علنا عن إغراق السفينة ودعت مجددا إلى الحوار.

وأمس الإثنين أعلن رئيس كوريا الجنوبية لي ميونغ باك عن مجموعة من الردود الانتقامية بعد أن خلصت لجنة تحقيق دولية برئاسة كوريا الجنوبية إلى وجود أدلة تثبت بان طوربيدا كوريا شماليا أدى إلى انشطار البارجة البالغة زنتها 1200 طن في 26 مارس في البحر الأصفر مما أدى إلى مقتل 46 من بحارتها.

وأوقف لي العلاقات التجارية وغيرها من التعاملات مع الجارة الشمالية ومنع السفن التجارية الكورية الشمالية من استخدام الخطوط البحرية لبلاده. كما قال إن بلاده سترفع مسالة إغراق السفينة إلى مجلس الأمن الدولي.

وتتعرض الصين، التي يمكن أن تصوت بالنقض ضد أي إجراء يمكن أن يتخذه المجلس لفرض عقوبات جديدة على بيونغ يانغ إلى ضغوط من وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون التي تزور بكين حاليا لحثها على اتخاذ إجراءات أقسى ضد الشمال.

وجددت وزارة الخارجية الصينية اليوم الثلاثاء دعواتها إلى ضبط النفس.

وأوضح المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية جيانغ يو خلال مؤتمر صحافي "نأمل حقا أن تحافظ جميع الأطراف المعنية على هدوئها وان تتحلى بضبط النفس" مضيفة "نعتقد أن الحوار أفضل من المواجهة".

وأضافت أن السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية وفي المنطقة هو في صالح جميع الأطراف، مؤكدة أن الصين لن تتسامح مع أية أعمال يمكن أن تهدد السلام.

وفي سيول قال وزير الخارجية للمسؤول الصيني البارز وو داوي إنه يجب التعامل مع إغراق السفينة بشكل جديد حرصا على السلام الإقليمي.

وأضاف وو أنه "درس بدقة" تقرير المحققين، حسب ما نقلت وكالة يونهاب للأنباء عن مسؤول في الخارجية.

ودعمت الولايات المتحدة بقوة الإجراءات العقابية التي اتخذتها سيول وأعلنت أنها ستجري مناورات ضد الغواصات وغيرها من المناورات الحربية.

وتزعم كوريا الشمالية أن جارتها الجنوبية زورت الأدلة بشأن ضلوعها في إغراق البارجة كجزء من خطة لإشعال النزاع في المنطقة. وهددت بـ "حرب شاملة" ردا على الإجراءات العقابية.

وذكرت وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية في تعليقها "أن موقفنا الثابت هو أننا سنرد باتخاذ العديد من الخطوات القوية من بينها شن حرب شاملة فورية ردا على أي نوع من الانتقام أو العقوبات (من قبل كوريا الجنوبية)".

وقالت مجموعة "التضامن الثقافي الكوري الشمالي" وهي مجموعة من المنشقين الكوريين الشماليين تتخذ من كوريا الجنوبية مقرا لها أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أيل وضع جيشه في حالة تأهب.