على الرغم من فلكية الأرقام التي نسمعها بين حين وآخر.. إلا أن المجتمع أصبح يبلعها بسهولة أكثر من ذي قبل.. ولهذا أصبحت الملايين تطير دون أن تثير حفيظة أحد!

تساءلت ثلاث مرات خلال شهرين عن "مليار ريال ضائع".. لم أجد ردا.. هذا دليل أكيد أن ضياع مليار ليس أمرا ذا قيمة حتى أشغل الناس به!

كنت أسأل صندوق تنمية الموارد البشرية "هدف" الذي يقول إنه صرف 770 مليون ريال لدعم تدريب وتوظيف السعوديين في منشآت القطاع الخاص خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الماضي.. من هم هؤلاء الموظفون الذين يكلف تدريبهم وتوظيفهم ما يقرب من مليار ريال خلال 8 أشهر؟!

لم يرد أحد.. لم يتبرع أحد بمطالبة الصندوق كي يرد.. فوجئت قبل أيام بالصندوق يتطوع للرد عبر إعلان مدفوع الثمن في الصحف يعرض فيه الأسماء..

المضحك المبكي أن الأسماء هي أسماء الشركات وليست الأسماء التي نبحث عنها.. أعني أسماء الشباب السعوديين الذين استفادوا من الصندوق!

الذي يدفعني للحديث عن صندوق تنمية الموارد البشرية، هو مقال لأخي العزيز "علي الموسى" قبل أيام حينما أثنى على الشركات التي تضمنها الإعلان.. أخي "أبو مازن" فات عليه أن يسأل: من هم الشباب السعوديون الذين وظفتهم هذه الشركات ومن ثم قامت بتدريبهم؟

اليوم يساورني القلق أكثر لأن هناك مطالبات في مجلس الشورى بإغلاق الصندوق ـ تم ذلك في جلسة المجلس يوم الأحد 28 ربيع الأول 1431هـ ـ أخشى أن يتم إغلاق الصندوق دون أن نعرف أين اختفى المليار؟

سأظل أبحث عن هذا المليار حتى يعرض الصندوق أمام الرأي العام أسماء الشباب الذين استفادوا منه..