أكد رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان على أهمية مؤتمر التراث العمراني في الدول الإسلامية في تفعيل دورها في التنمية الاقتصادية في السياحة بالعالم الإسلامي، والتي تنطلق من قاعدة صلبة أهم عناصرها فهم عمق التراث العميق والغني، والبعد الحضاري في إحياء مواقع التراث العمراني وجعلها متاحة للمواطن والزائر.

وقال رئيس اللجنة العليا المنظمة للمؤتمر الدولي الأول للتراث العمراني في الدول الإسلامية الأمير سلطان بن سلمان في كلمة ألقاها خلال افتتاحه المؤتمر نيابة عن راعي الحفل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز أمس بالرياض وبحضور 25 وزيرا إسلاميا، بأن حكومة خادم الحرمين تنظر لهذه التظاهرة الكبرى كمبادرة لتركيز الاهتمام على قضية التراث العمراني العريق في الدول الإسلامية، وإبراز دور ذلك التراث العظيم في التنمية الثقافية والاقتصادية، كرافد مهم من روافد التنمية والتحديث، ومصدر اعتزاز متجدد.

وأوضح الأمير سلطان العناية الخاصة التي توليها حكومة خادم الحرمين الشريفين للتراث العمراني الإسلامي العريق، حيث انطلقت رسالة الإسلام السامية من أرض الجزيرة العربية، فوق هذه الحضارات المتراكمة، وحرص قيادة الدولة على المحافظة عليه وتنميته ليبقى مصدرا لاعتزازنا بهذا التاريخ الإسلامي العظيم، وموردا ثقافيا ودعويا حيا.

وتطلع رئيس اللجنة العليا المنظمة للمؤتمر لأن تسهم نتائج وتوصيات المؤتمر، في المحافظة على التراث العمراني الإسلامي، وتنميته بما يعود بالنفع للمجتمعات الإسلامية، وأن تكون توصيات المؤتمر طموحة وعملية وواقعية، وأن يتم تطبيقها ومتابعتها في كافة دولنا الإسلامية بشكل جدي.

من جهته أكد أمين عام منظمة السياحة الدولية بالأمم المتحدة طالب الرفاعي لـ"الوطن" على أهمية السياحة الإسلامية في قطاع السياحة العالمية، مشيراً إلى أنه بات يسجل حضوراً دولياً قوياً بنمو سنوي بين 7 إلى 8% سنوياً وهو ضعف معدلات النمو العالمية التي لا تتجاوز الـ 4 إلى 4.5%. وقال الرفاعي في كلمته إن قطاع السياحة الدولية يعتبر أهم القطاعات الدولية اقتصادياً، حيث يوفر قرابة 240 مليون فرصة عمل محتلاً ثالث القطاعات الاقتصادية على الصعيد العالمي، مشيراً إلى أن السياحة تأخذ مكانة هامة في بعض دول العالم حيث بلغ عدد الحركة السياحية الداخلية في دولة الصين على سبيل المثال 1.9 مليار خلال العام الماضي 2009.

من جهته قال الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي في كلمته إن الدراسات العلمية للحفاظ على التراث الإسلامي لم تنل بعد ما تستحق من البحث خصوصاً من الناحية المعمارية، كما أن مثل هذه الدراسات ما زالت غائبة عن مناهج التعليم الدراسية في المدارس، رغم مالها من ارتباط وثيق بالهوية الثقافية للشعوب.

ودعا أوغلي إلى أهمية التنسيق والتعاون بين المشرعين في الدول الإسلامية للمحافظة على التراث العمراني الإسلامي، وتنميته، وتبادل الخبرات الفنية والإدارية في مجال تصاميم مباني ومواقع التراث العمراني في مدن العالم الإسلامي.

هذا ويقام المؤتمر تحت عنوان (تنمية اقتصادية لتراث عمراني نعتز به)، وسيشارك فيه  25 وزيراً من الدول الإسلامية، وعشر منظمات عربية وإقليمية، ونحو 42 متحدثا بارزا منهم 26 متحدثا خارجيا خلال حلقات وورش العمل المصاحبة للمؤتمر، إضافة إلى مشاركة 162 باحثاً.

ويشتمل المؤتمر على سلسلة من حلقات وجلسات العمل التي تستعرض الوضع الراهن للتراث العمراني في الدول الإسلامية، والوسائل الحديثة لتفعيل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية، وعرض عدد من التجارب الدولية والبلدية الناجحة في مجال تطوير التراث العمراني وتحويله إلى مورد اقتصادي. حيث ستشهد قاعة الملك فيصل للمؤتمرات (5 حلقات نقاش و24 جلسة عمل تتناول حلقات النقاش عددا من الموضوعات من أبرزها (التراث العمراني.. قضايا ورؤى) (رواد المحافظة على التراث العمراني) (تأهيل مباني التراث العمراني للاستثمار) (الفنادق التراثية) (تجارب المدن في المحافظة على التراث العمراني).