من الطبيعي حين تدلف أي باب من أبواب الدوحة في الوقت الراهن سواء المكتبية أو المتجرية أو حتى المنزلية ويعرف أصحابها أنك سعودي سيبادرونك بالسؤال عن أحوال المنتخب السعودي وأهوال انتكاسته التي سجلها في بطولة كأس آسيا الحالية التي تختتم اليوم.

والسائلون عن المنتخب السعودي وشأن كرته من البديهي أن يفتقدوا إلى أبجديات ذلك السقوط (المخزي) لبعدهم عن قضايا الكرة السعودية ودقائق تفاصيلها ولكن الحقيقة المرة أن الكرة السعودية تعيش على المسكنات منذ فترة, حتى جاءت أمم آسيا لتكون القشة التي قصمت ظهر البعير, وليتنا نتعظ من تلك (القصمة) فالدروس تمر والعبر تعبر, وكل يوم نعلن أننا سنكون في أحسن حال, وما أرخص ذلك, وما أكثر المتاجر الكلامية التي تعرض بضائعها على المشترين من الإعلاميين وخلافهم.

مشكلتنا أن رياضتنا وإعلامنا (منظر) ولو وضع جائزة لصاحب المركز الأول لنلنا ذلك وبجدارة واستحقاق, نحن نريد (التطبيق) لا(التطبيل).

وحتى وإن طال الزمان, المهم أن نصل إلى نتيجة لا أن تنتهي مخططاتنا ولجاننا كما تنتهي المباريات التي تعتمد على خروج المغلوب بوصول البطل سلفا للنهائي!

الدعوة التي أطلقها الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل بتنظيم ملتقى رياضي يشمل رؤساء الأندية ومدربيها ولاعبيها والإعلاميين لتدارس مستقبل الكرة السعودية وشؤونها, لن يفي بالغرض, لأن شعار المجاملة والبرتوكولات والعواطف سيكون متصدراً للصفوف الأولية لهذا الملتقى, وهي السمة التي قتلت الكرة السعودية, والتي وضعت الغشاوة على أعين من تهمهم مصلحتها.

علينا أن نجد حوافز ودوافع معنوية ومالية لكل من يقدم فكرة تطوير ورأيا سديدا ممن هو خارج محيط العمل الرسمي, لكي نخرج كرتنا من أزمتها الحالية, أسوة بجوائز الإبداع التي تقدم, وأن نتخلص من البيروقراطية التي دمرتنا.

لا بد من أن تقدم الرئاسة محفزات لمكتشف المواهب السعودية في كل المناطق, كتخصيص مقاعد مجانية لحضور المباريات وفتح ملفات طبية له ولذويه في مستشفى الأمير فيصل للطب الرياضي, وأن تقدم الحوافز المالية لمن يبدع بتقديم موهبة لكل لعبة, وأن يكافأ المدربون الذين ينجحون في صقل تلك المواهب بمنحهم نقطة على كل موهبة وعند النقطة العاشرة يمنح وساماً رفيعاً يحمل اسم مؤسس الرياضة السعودية الحديثة الأمير الراحل الأمير فيصل بن فهد.

وإذا أردنا أن نعيد هيبتنا فمن الضروري فصل الرئاسة العامة عن اتحاد الكرة وهو مطلب قديم, ودعم الاحتراف الخارجي للاعبين السعوديين وتحفيز الأندية لذلك كحل أولي.