اليوم نودع قطر بعد 22 يوماً من الإعجاز والإنجاز لن يصدقها إلا من عايشها لحظة بلحظة.
في قطر هذا البلد الصغير عاملان مهمان للغاية لا أحد يعلو عليهما مهما علا شأنه وهما الوقت والنظام.
هذان العاملان سببان رئيسان في نجاح قطر وفي علو شأنها وكعبها خليجياً وعربياً وآسيوياً.
لن أتحدث عن التنظيم كثيراً فمهما تحدثت أعجز عن الوصف ولن أفي أهل قطر حقهم في هذا التنظيم الذي يجعلنا نبصم بالعشرة أن نجاح مونديال 2022 مؤكد 100%.
سأتحدث في مقال اليوم عن صغائر الأمور التي نتوقعها كذلك ولكنها لدى القطريين من كبائر الأمور.
استوقفني دور المتطوعين في هذه البطولة والذين لا أعرف ماذا أقول عنهم فهم يريدون أن يخدموك بأعينهم قبل ألسنتهم وأيديهم، وهم يتلذذون بخدمتك سواء كنت إعلاميا أو مسؤولا أو حتى من عامة الجمهور.
دماثة في الخلق، تعامل راق مصحوب بالكرم والشهامة العربية، وهو ما جعل دور هؤلاء المتطوعين بارزا وأكثر جماهيرية من دور المسؤولين والعاملين.
يقول كبيرهم الذي علمهم هذه الأخلاق الدمثة، وهو المسؤول الأول عن المركز الإعلامي عيسى آل إسحاق لقد أعطيت دورات تأهيلية لهؤلاء الشباب والشابات قبل البطولة في كيفية التعامل مع الآخرين، وهو الأمر الذي نتجاهله هنا في مملكتنا الغالية، فحسن الخلق والتعامل من تمام كرم الضيافة.
أعود للوقت فتحرك الباصات وبداية التمارين والمؤتمرات الإعلامية وبداية المباريات لن يزيد أو ينقص ثانية واحدة وهو ما جعل الثقة متبادلة بين الجميع ومسؤولي البطولة، هذه الدقة أحرجت حتى اليابانيين الأكثر دقة في العالم، والذين كانوا يرددون في السابق (مواعيد عرب!!).
لم يتبق كثيراً من المساحة كل ما أريد قوله "قسما بمن رفع السماء.. قسما بمن نشر الضياء.. ستظل قطر بقلب جميع من حضر هذا الكرنفال الأكثر من رائع".