غادرت مياه "الأربعاء الأسود" جدة العام الماضي، فشمر بعض الفنانين عن ثيابهم وزاروا آثار السيول وتجولوا في موقع الكارثة، ووعد بعضهم بإنتاج عملٍ فني عن كارثة جدة.. ومضى عام ومضت الوعود، وحلت الكارثة مرة أخرى بأربعاء أسود آخر .. فماذا قدم الفن للمجتمع؟

لا أشك أن الخلافات والمحاكم هي أبرز نتاج الأعمال الفنية، بينما ذهبت "رسالة الفن" أدراج الرياح، رغم أن كثيراً من الأعمال لم يرقَ إلى مستوى "الرسالة".. وبعضها لم يتعدَّ خانة التجارة، بدليل أنه أصبح لكل ممثل مؤسسة إنتاج فني..!

ولو عملوا بأهدافٍ ومبادئ لخدَموا المجتمع وكسبوا المال، إلا أن الكم الهائل من مؤسسات الإنتاج يقدم كماً هائلاً من الخلافات التي تطفو على السطح فتنشر الغسيل عبر الصفحات والبرامج الفنية التي تعمل "حمالةً للحطب"، حتى تدخلهم المحاكم..!

الخلافات أدخلت عامر الحمود وصديقيه سابقاً السدحان والقصبي المحاكم، كما لم يتورع صديقهم المشترك عبدالله السناني عن دخول المعركة ضد الجميع.. كذلك الحال بين فايز المالكي وعبدالرحمن الخطيب اللذين وصلت بهما الخلافات إلى قاعات المحاكم إلا أن أهل الخير أنقذوا الموقف في آخر ليلة فأصلحوا بينهما.. وليس بعيداً عن ذلك خلاف حسن عسيري وفايز المالكي، اللذين أمتعا الساحة الفنية بتبادل الاتهامات وتكذيب بعضهما.. كما طال الخلاف الصديقين حبيب الحبيب وفهد الحيان فانتقد الأخير الأول في إحدى حلقات مسلسله بعد أن امتلأت الصفحات الفنية بخلافهما.. إلا أن صاحب النصيب الأوفر من الخلافات خليجياً هو الفنان فايز المالكي الذي اختلف مؤخراً مع صديقه المخرج عبدالخالق الغانم ففضحا نفسيهما وأعلنا للعالم أنهما كذبا على المشاهد بأرقام لا تعرف الواقع بهدف "الفشخرة"..!

أيها المنتجون.. مهما قدمتم من أعمال ذات "رسالة" ومبادئ سيتذكر المشاهد خلافاتكم مع كل حلقة وفي كل رسالة ليربطهما ببعض..!