طالب رئيس مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية الأمير تركي الفيصل وزارة التعليم العالي، بأن تعتمد برنامجا تأهيليا شاملا لطلاب الابتعاث لا تقل مدته عن عام لتخفيف كافة المشاكل التي تواجههم في الدول الأجنبية والتأهيل للسفر، والاندماج بالمجتمعات الأخرى.
جاء ذلك على هامش المحاضرة التي ألقاها الأمير تركي أمس بعنوان "الاعتدال" بقاعة الشيخ عبدالله السليمان بمركز المؤتمرات بجامعة الملك عبدالعزيز في جدة، بحضور مدير الجامعة الدكتور أسامة صادق طيب ووكلاء الجامعة وعمداء الكليات وعدد من الأدباء والمفكرين والطلاب.
وبيّن الأمير تركي الفيصل في رد على سؤال أحد طلاب كلية الإعلام حول دور الإعلام في تأصيل منهج الاعتدال في السعودية أن للإعلام دورا في نقل الصورة الحقيقية لمنهج الاعتدال السعودي، إضافة إلى مساهمة المجتمع بجميع فئاته في نشر ثقافة الاعتدال ومواجهة التطرف والتغريب.
وأشاد الأمير تركي الفيصل بدور المؤسسات الإعلامية الضخمة من القطاع الخاص وما لها من دور في نقل صورة الاعتدال السعودي عن طريق ما نشاهده من مواقع إلكترونية على الشبكة العنكوبتية، وتفاعل عدد من المواطنين مع تلك المواقع وطرح عدد منهم النقاشات الهادفة.
وبدأ الأمير تركي الفيصل محاضرته بتعريف معنى الاعتدال السعودي ثم ذكر مراحل اهتمامات الدولة السعودية بالاعتدال منذ 87 عاما منذ عهد مؤسس الدولة السعودية الثالثة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، ومرورا بأبنائه الملوك رحمهم الله وإلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز متمثلة في رسالته للأمة الإسلامية، وتأسيسه للحوار الوطني والعمل المنهجي.
وأكد أن الملك فهد رحمه الله عندما اعتمد النظام الأساسي للحكم تناول منهجا ودستورا للاعتدال، مستشهدا بالمادة الحادية عشرة التي تقول "يقوم المجتمع السعودي على أساس من اعتصام أفراده بحبل الله وتعاونهم على البر والتقوى والتكافل فيما بينهم، وعدم تفرقهم، وتعزيز الوحدة الوطنية واجب وتمنع الدولة كل ما يؤدي للفرقة والفتنة والانقسام".
وتطرق الفيصل إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والذي اعتبره عهدا زاهرا بالأقوال والأفعال التي تقودنا إلى مافيه مصلحتنا وسلامة حاضرنا ومستقبلنا.
وأكد الفيصل أن دعوة الملك عبدالله لحوار الأديان والثقافات محور ارتكاز منطلق الاعتدال في بلدنا، فكيف ستنجح هذه الدعوة إذا لم يكن هناك اعتدال ممارس من قبل مواطني البلد صاحب الدعوة؟ وكيف لنا أن ندعو الغير ليعتدلوا في تعاملهم معنا إذا لم نكن نحن معتدلين؟
وقال الفيصل: إننا لم نبلغ الاعتدال في جميع ما ذكر، ولكن خطونا أولى الخطوات ورأينا من قيادتنا تصميما على المضي قدما معتدلين في خطاهم صامدين في اعتدالهم.
وأوضح المشرف على"كرسي الأمير خالد الفيصل لتأصيل منهج الاعتدال السعودي" الدكتور سعيد المالكي أن محاضرة الأمير تركي الفيصل تعد الأولى في سلسلة محاضرات "كرسي الأمير خالد الفيصل"، مشيرا إلى أن استضافة الأمير تركي الفيصل تعد إضافة فريدة لمزيد من الإثراء للساحة الفكرية والثقافية.
وقدم مدير الجامعة الدكتور أسامة طيب في ختام المحاضرة درعا تذكاريا للأمير تركي الفيصل.