تأخذ أمانة محافظة جدة من "رب ضارة نافعة" شعاراً لها، واتضح ذلك الشعار بعد غرق المدينة وتقطع أوصالها أول من أمس.!
وإذا كانت الأمانة تخجل من ذكر "نوافعها" من باب التواضع، أجد نفسي مضطراً لذكرها حتى لا تُهضم الجهود. لذا أطالب كل الحانقين والغارقين من أهل جدة بالنظر إلى "الجزء الفارغ من الشارع".!
فقد نجحت أمانة جدة في تحقيق العدالة بين سكانها عندما مكنت جميع المنازل والعمائر من الإطلال على البحر من جميع الجهات، بل وتجاوزت ذلك إلى إدخاله في الأحواش والأدوار الأرضية.!
كما هيأت الأمانة لأبناء جدة فرصة تعلم السباحة "مجاناً" في الشوارع، ومكنت هواة الغوص من ممارسة هوايتهم في أنفاق المدينة العميقة.!
ومن" نوافع" أمانة جدة أن زرعت حب العمل والدراسة في نفوس الموظفين والطلاب، بدلالة ملازمتهم مقار أعمالهم وجامعاتهم ومدارسهم طوال يوم الأربعاء، بل والنوم فيها حتى أمس الخميس (رغم أنه يوم إجازة رسمية)، دون أن يطلب أحد منهم إضافة بدل "خارج دوام".!
على الصعيد الاجتماعي، زرعت أمانة جدة في قلوب أبنائها حب التطوع، وعلمتهم كيفية تكوين مجموعات المتطوعين. كما أسهمت خططها بإظهار تكاتف الأهالي من خلال استقبالهم المضطرين في منازلهم.!
ولولا سياسة أمانة جدة الحكيمة وبُعد نظرها، ما كان المواطن اختبر تفاعل قنواتنا المحلية، والتي تأخرت عن مزامنة الحدث، لانشغالها لحظة غرق جدة بمتابعة خبر ولادة قرد "جميل" بحديقة حيوان سيدني.!
ولو لم تنجح الأمانة في إغراق جدة بالأمس، ما كانت شركات الاتصالات المحلية منحت أهل جدة "مجانية" المكالمات منذ مساء الكارثة وحتى نهاية اليوم (الجمعة). صدقوني كل ذلك لن يحدث لو نفذت أمانة جدة المشاريع التي وعدت بها العام الماضي.!
بيني وبينكم يا معالي الأمين: أرجو أن "تركّزوا معي شوي"، وتوضحوا كم مرة يجب أن تغرق "العروس" لتفهموا أن إدارة أمانتكم للأمور تسير بطريقة خاطئة. لست موجوداً هنا كل يوم لأرقع لكم.!!