على الرغم من إجماع عدد من الناشرين على تميز موقع معرض جامعة طيبة الدولي للكتاب والمعلومات بنسخته الثانية بالقرب من المسجد النبوي الشريف، فإن التخوفات من عدد من أصحاب دور النشر المشاركة بدت جلية في أحاديثهم التي رصدتها "الوطن".
وأكد عدد من أصحاب دور النشر المشاركة أنهم اعتمدوا على علاقاتهم الخاصة مع المهتمين بما تقدمه دورهم، وهو ما حصل لدى صاحب "مركز دراسات الوحدة العربية"، والذي بدا الحضور لديه أفضل من غيره، ولم يخف البعض أمله بأن يتحسن الوضع خلال الأيام المقبلة.
وقال مندوب "دار عالم الكتب الحديث" إنه لا توجد دعاية جيدة ولا إعلان للمعرض، وبدا واضحاً أن إدارة المعرض لم تخاطب الجهات الرسمية لدعم المعرض، وأنا أنفقت حتى الآن 1440 دولاراً، وأتمنى فقط أن أحقق مصاريف الشحن وقيمة إيجار الجناح، وإن كان التفاؤل ما زال موجوداً بأن يحقق المعرض حضوراً في الأيام المقبلة، مضيفا أن المدة الطويلة للمعرض ليست جيدة لأنها ستجعل الزائر غير متحمس للإسراع بزيارته، وكان ينبغي تقييد المعرض بزمن قصير – حسب رأيه.
وعزا مندوب "دار الفتح" حازم يوسف القواسمة ضعف الإقبال إلى كون معرض جامعة طيبة يأتي مباشرة بعد معرض الجامعة الإسلامية للكتاب الذي عقد قبل هذا المعرض، مؤكداً أن الكثير من الناس حصل على ما يريد خلال ذلك المعرض، آملاً أن تشهد الأيام المقبلة مزيداً من الإقبال الذي من شأنه أن يرفع من القوة الشرائية بالمعرض.
وذكر المواطن عمر الرحيلي الذي التقته "الوطن" بالمعرض أن هناك غياباً واضحاً لبعض دور النشر الدولية، مشيراً إلى أن المعرض لم يمثل مسماه (الدولي) من حيث دور النشر، على الرغم من تهيئة المكان نسبياً عن آخر مرة أقيم فيها، وقال يبدو أن الناشرين وأصحاب الدور ? يراهنون على القيمة الشرائية لمعرض الكتاب في المدينة مقارنة بغيره، فالكتب المعروضة هي ذاتها التي قد أجدها في المكتبة المجاورة لمنزلي، ومن ثم فلا دافع لاقتنائها من المعرض، ولعل الأمل في دور نشر قليلة جداً، جاءت استثناء من نمطية المعرض وعاديته، وربما قلتها خففت عنها وطء الرقيب - هذا ما لاحظه حسب قوله.
وعن انطباعه عن المعرض قال إنه هو ذاته لم يتغير منذ معرض المدينة الدولي للكتاب السابق، معرباً عن أمله في أن تشارك دور النشر الكبرى في المعارض القادمة، فهي تمثل للزوار - في ظنه - الشرط اللازم والكافي لاستحقاق صفة (الدولية).
وبرزت في معرض هذا العام ظاهرة الكتب المترجمة حيث تميزت دور النشر المصرية بتقديم عدد واسع منها خصوصاً لعدد من المفكرين الذين من بينهم صموئيل هنتنجتون، في كتابة الجديد "من نحن"، ترجمة أحمد مختار الجمال.