حينما أزحت اللثام عن عدد اللقطاء في المجتمع السعودي يوم أمس كنت أهدف إلى وضع اليد على المكان الدقيق لمشكلة "مسكوت عنها"..
كانت أكبر مشاكلنا أننا نتصور أن "الدنيا بخير"، وأن ما نسمعه من قضايا هي طارئة ولا تشكل ظاهرة.. حتى استيقظنا على الأرقام المفزعة لأعداد المجرمين ومدمني المخدرات ونسبة الفقراء واللقطاء والعاطلين..
يجب أن نعترف أننا مجتمع كسائر مجتمعات الدنيا.. وأن نبادر إلى نشر الأرقام الحقيقية لأي مشكلة حتى نتفرغ للبحث عن أسبابها.. لاحظوا أن هؤلاء اللقطاء كانوا نتاج ممارسات خاطئة أصابت أهدافها.. بمعنى: هناك ممارسات لم تترك أثرا خلفها.. لذلك يجب فتح ملف المعوقات التي تعترض الزواج في المجتمع السعودي كقضايا العضل والعنوسة والمهور التي حولت الزواج إلى صفقات تجارية.. لكن يجب، قبل ذلك، أن ندرك أن أي نقاشات لا تنتهي بتوصيات إلزامية تعتبر من باب التخدير!
ألمحت يوم أمس إلى حديثي مع الأخت القديرة نورة آل الشيخ مديرة مكتب الإشراف النسائي بوزارة الشؤون الاجتماعية في منطقة مكة المكرمة، وهي سيدة مخلصة في مجال الخدمة الاجتماعية وتستحق التشجيع والتكريم.. سألتها عن التعامل مع هؤلاء اللقطاء فقالت :" هؤلاء إما أن يتم تسليمهم لأسرة حاضنة بعد انطباق الشروط عليهم أو رعايتهم داخل الدور الاجتماعية إذا لم تتوفر لهم أسرة حاضنة. وشروط الأسرة الحاضنة أن تكون الأسرة سعودية وذات سمعة حسنة خالية من الأمراض السارية والمعدية، وأن يكون لون بشرتها مقاربا للون بشرة الطفل"..
بقي أن أقول للذين يعتبرون نشر الرقم الحقيقي للقطاء في السعودية أمرا غير مستحسن: إنه في موضوع اللقطاء بالذات هناك معلومات مثيرة لو تم نشرها.. لكنني لن أفعل يقينا مني أنه ليس كل ما يعلم يقال..