مدينة المعرفة الاقتصادية المشار إليها في العنوان هي الضيف القادم على قائمة "تداول" للشركات المدرجة في السوق. أما عبارة (الغيوم الداكنة) فهي ترجمة تقريبية لعبارة (ديب كلاود) التي قد تعني أيضاً (غيوم الذئب)، وهي العبارة التي وردت في خبر نقلته صحيفة الوطن، وجاء فيه الآتي: (وقعت مدينة المعرفة الاقتصادية أمس اتفاقية مع شركة "ديب كلاود" لإنشاء مركز لحفظ المعلومات والخدمات التكنولوجية المتقدمة على مساحة 30 ألف متر مربع بتكلفة إجمالية تقدر بنحو 400 مليون ). وكلمة غيوم (كلاود) هي جزء من عبارة (كلاود كمبيوتنغ) التي دخلت قاموس الأعمال حديثاً للتعبير المجازي عن الدوائر الافتراضية المتداخلة المعقدة التي أصبحت تتكوَّن في فضاء شبكة الإنترنت خلال السنوات القليلة الماضية. أما المعنى الأكثر تحديداً لهذه العبارة فيرمز إلى آخر صيحة في عالم أعمال الإنترنت حيث يتم تقديم طائفة عريضة من الخدمات من خلال الشبكة، مثل تخزين المعلومات، والبرمجيات، والتطبيقات، مقابل دفع المستفيدين مبالغ مالية تتناسب مع كثافة الاستخدام، بدلاً من الأسلوب التقليدي المعتمد على شراء المستفيد لهذه الخدمات وتركيبها ضمن جهاز حاسبه الآلي. ولهذه المرحلة الجديدة ميزات كبيرة؛ فالتكلفة منخفضة نسبياً، وتتناسب مع كثافة الاستعمال، وتشمل الدعم والصيانة المحترفة، وتوفر إمكانات غير محدودة في القدرات والبرمجيات والتطبيقات. وبعبارة أخرى ستُحول هذه المرحلة شبكة الإنترنت إلى خدمة ذات طبيعة مرفقية كالماء والكهرباء والهاتف. أما العيوب فتشمل المساس بالخصوصية من خلال السيطرة على معلومات العملاء ومعرفتها، وإمكانية تسجيل ملايين المكالمات الهاتفية (كما هو الشأن في مشروع NSA الأمريكي سيئ السمعة) . ولا يزال هذا التطور التجاري في مرحلة التجريب، وهناك من يشكك في مدى قدرته على الصمود. وعودة إلى الخبر الخاص بمدينة المعرفة الاقتصادية، فقد كان غامضاً في وقت تحتاج الشركة فيه إلى الشفافية والوضوح. فمثلاً: هل ستدفع المدينة مبلغ الأربعمئة مليون ريال لشركة (ديب كلاود) مقابل عملها كمقاول إنشاء للمركز؟ إذا كان الجواب بالإيجاب فإن المركز سيستنفد حوالي نصف المبالغ التي ستجمعها المدينة من اكتتاب المواطنين رغم أن هذا المركز لم يُذكر ضمن مشاريع الشركة الواردة في نشرة الإصدار، أم إن الشركة هي التي ستدفع المبلغ للمدينة مقابل استئجارها الموقع وتشغيلها تلك الخدمة، ولاسيما قد اقترن الخبر بتصريح شركة (ديب كلاود) أنها ستستثمر مبلغ أربعمئة مليون ريال في المدينة؟. الفرق بين الافتراضين يعني ثمانمئة مليون ريال فقط!.