لا تبدو الصورة وردية في لبنان، فالكل مأخوذ بما حصل في اليومين الأخيرين من انتقال الأكثرية النيابية إلى المعارضة، وتموضع الأكثرية التي تشكلت بعد الانتخابات البرلمانية في خندق المعارضة.

إنها اللعبة الديموقراطية التي يتحدث عنها الغرب، ونقتنع بها نحن شعوب العالم الثالث. فهل حقا نحن مقتنعون بها؟

بعد الانتخابات التشريعية التي جرت في لبنان صيف عام 2009 حققت قوى 14 آذار بزعامة سعد الحريري غالبية برلمانية، وكان من المفترض بحكم اللعبة الديموقراطية أن تتشكل حكومة من تياره، وتبقى الأقلية التي يمثلها حزب الله وقوى 8 آذار في موقع المعارضة.

لم تجر الأمور كما تشتهي الديموقراطية، واستطاعت المعارضة، ليس المشاركة في الحكومة، وإنما أخذ نصيب وافر من المقاعد سمح لها بالإمساك بتلابيب الحكومة وإسقاطها متى شاءت.

ارتضت الغالبية ذلك، ومضت حكومة "الوفاق الوطني" في طريق صعب، لم تستطع خلاله التقدم على أي من المسارات، لا الداخلية ولا الإنمائية، وأضحت عبئا ثقيلا على المواطن العادي، فلا الكهرباء تأمّنت، ولا الماء، والغلاء مستحكم، والسياسيون متلهون بمشكلاتهم التي لا تنتهي، والتي لا تقف عند حدود.

لا أحد في لبنان يستطيع أن يلغي الآخر، وما حصل لا يعني أن سعد الحريري بات مهمشا، وكما كان لقوى 8 آذار الكلمة الفصل في تشكيلة الحكومة السابقة، يجب أن تكون لقوى 14 آذار وتحديدا لسعد الحريري الكلمة الفصل، حتى ولو لم يشارك هو أو تياره في الحكومة المقبلة.