أكد رئيس الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب رئيس بنك الاعتماد اللبناني جوزيف طربيه أن البنوك العربية مازالت في مأمن من تداعيات الأزمة اليونانية نظراً لمحدودية انكشافها على اليونان من ناحية ولارتفاع المخصصات التي اتخذتها البنوك حتى الآن.
وقال طربيه لـ"الوطن" على هامش منتدى الاقتصاد العربي الذي ينعقد حالياً في بيروت: "بإمكاني أن أقول إنه لا انكشاف يذكر للبنوك العربية على اليونان".
وتوقع ألا تزيد المصارف العربية من مخصصاتها لمواجهة الأزمة التي قد تصيب أوروبا كلها بسبب الأزمة اليونانية.
وقال: "البنوك العربية أخذت مخصصات كبيرة جداً في العام الماضي لمواجهة الأزمة المالية العالمية وهي كافية لمواجهة أي أزمة هذا العام كذلك".
وأضاف: "المخصصات كانت كافية والبنوك الآن بدأت تكتشف أن مخصصاتها أكبر مما يجب تجاه الأزمة ولن يرغب أحد في أخذ مخصصات إضافية".
وكان طربيه قال في كلمته أول من أمس في الجلسة الافتتاحية للمنتدى إنه يجب على الدول العربية أن تستخدم ثرواتها بصورة رشيدة حيث أثبتت الأزمة اليونانية أن الدول مهددة بتداعيات الأزمة المالية العالمية وليس حكرا على المصارف.
وقال: "لا بديل أمام دولنا من تعزيز المالية العامة ووقف الهدر وخفض عجوزات الموازنة ولجم الدين العام وإنعاش النمو وهو ما لا يمكن تحقيقه إلا بالإصلاحات البنيوية".
وأضاف "إقراض الدول التي تعاني من الاقتراض المفرط لا يحل مشكلاتها بل يعطيها مهلا إضافية لتنفيذ الإصلاحات التي وحدها تحقق الإنقاذ".
وأوضح أنه وإن كانت البنوك في مأمن فإن الاقتصاديات العربية غير قادرة على تحمل تداعيات الأزمات المالية التي تعصف بالعالم حالياً.
وقال في كلمته: "إن الموزانات في العديد من الدول العربية تواجه عجوزات وصلت إلى حد غير قابل للاستمرار مما يهدد بأن تخرج الديون فيها عن نطاق السيطرة".
ولكن طربيـه عاد للقول بـأن سلبية هذه الصـورة لا تحـجب الجانب الإيجابي المرتكز إلى توفـر ثروات طبيعيـة في المنطقة العربيـة تشكل درعاً واقياً للاقتصـادات في بلدانها.
من ناحية أخرى أوضح الرئيس التنفيذي لمصرف دويتشه بنك الألماني في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا هنري عزام أن الأزمة اليونانية تهدد الاقتصاديات العربية من خلال إحجام البنوك الأوروبية عن تمويل المشاريع التي يتم تنفيذها حالياً في المنطقة.
وقال عزام للصحفيين على هامش المنتدى: "حتى الآن اللاعب الرئيس في سوق تمويل المشروعات هو البنوك الدولية وبالأصح البنوك الأوروبية وإذا ما حاولت هذه البنوك تقليل انكشافها على العالم العربي فإن المشروعات في المنطقة ستتأثر بصورة كبيرة".
وأفاد أن أكثر الاقتصاديات العربية التي قد تتأثر من أي تداعيات عامة للأزمة اليونانية على أوروبا هي تلك التي في شمال إفريقيا باستثناء مصر التي لا يزال وضعها أفضل من الباقين.
وقال عزام إن دول شمال إفريقيا مهددة لأنها تعتمد بشكل كبير على التصدير إلى أوروبا وعلى السياح الأوروبيين إضافة إلى الحوالات التي يرسلها أبناء تلك البلدان إلى أهلهم.
وألمح إلى أن الوضع المالي للبنان ليس مشجعاً نظراً لتراكم الديون على الدولة قائلاً بأن على لبنان أن يضع حداً لدينه العام الذي بلغ 52 مليار دولار حتى نهاية فبراير الماضي.
وأضاف أن على لبنان أن يبيع الكثير من أصوله المملوكة للدولة حتى يتم تمويل الديون التي عليه معتبرا هذه الخطوة أفضل طريقة لإعادة هيكلة الدين اللبناني.