أعلن مدير الاستخبارات الأمريكية دينيس بلير ( 63 عاما ) أول من أمس استقالته من منصبه اعتبارا من الجمعة 28 مايو الجاري، في أول استقالة في صفوف كبار مسؤولي إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما وذلك بعد سلسلة أخطاء سجلت لدى هذه الأجهزة وتوترات داخلية. ويعد بلير أحد أكثر عناصر إدارة أوباما توازنا وحيادا. وقال مسؤول في الإدارة الأمريكية إنه تم اختيار عدة مرشحين أقوياء لكي يتولى أحدهم هذا المنصب خلفا لبلير، وقائمة المرشحين الذين يخلفون بلير بينهم ضابط سلاح الجو السابق الجنرال جيمس كلابر ورئيس مجلس الاستخبارات الرئاسي السيناتور تشك هاجل ونائب وزير الدفاع في إدارة الرئيس الأسبق بيل كلينتون الاستشاري جون هامر.
وقال بلير الذي تولى منصبه في يناير 2009 وينسق عمل 16 وكالة حكومية تضم حوالي 200 ألف شخص وتبلغ موازنتها 75 مليار دولار في بيان "لقد أبلغت الرئيس بكل أسف أنني سأستقيل من منصبي كمدير للاستخبارات اعتبارا من الجمعة 28 مايو".
وأضاف "لم يكن لدي شرف أو سعادة أعظم من إدارة عمل الرجال والنساء الوطنيين والموهوبين جدا في أجهزة الاستخبارات". وتابع "لقد عملتم يوميا بدون كلل لتأمين الدعم الاستخباراتي لحربين ولمنع هجوم على وطننا". وأصدر الرئيس أوباما بيانا أشاد فيه "بأداء بلير اللافت" مؤكدا أن مدير الاستخبارات أنجز مهمته على رأس الاستخبارات الأمريكية "بكل نزاهة وفاعلية" مشيدا "بوطنيته".
لكن شائعات كثيرة سرت في الأشهر الماضية أشارت إلى أن الأميرال المتقاعد بلير قد يكون فقد ثقة البيت الأبيض.
وتأتي استقالة بلير إثر فترة اضطراب شديد شهدتها أجهزة الاستخبارات الأمريكية لا سيما بعد عملية القتل في فورت هود في تكساس في نوفمبر الماضي والاعتداءين اللذين تم احباطهما على متن طائرة في يوم عيد الميلاد وفي ساحة تايمز سكوير في نيويورك في 1 مايو الجاري.
وكان بلير قد تعرض لهجوم شديد عند اختياره السفير السابق في السعودية تشاز فريمان مديرا للمجلس الرئاسي الاستشاري للمخابرات واجه هزيمته السياسية الأولى حين انسحب فريمان العام الماضي من الترشح لذلك المنصب بعد أن شن اللوبي الإسرائيلي حملة بالغة العنف ضده.
وتوالت المعارك السياسية الخاسرة التي خاضها بلير بعد ذلك فقد اختلف مع مدير المخابرات المركزية ليون بنيتا كما اختلف مع عدد من مستشاري الرئيس ومع أعضاء في لجنة الإرهاب بمجلس الشيوخ لاسيما بعد التقرير الذي أصدروه وحدد نحو 16 خطأ بارزا وقعت فيها أجهزة الاستخبارات خلال الأشهر الأخيرة مما أدى إلى تكرار وقوع عمليات إرهابية أو محاولات للقيام بمثل تلك العمليات.
غير أن استقالة بلير التي وجهت مديحا لإدارة أوباما وخلت في الوقت ذاته من الإشارة إلى وجود "أسباب شخصية" للمغادرة جاءت في تقدير كثيرين في واشنطن بسبب الإخفاق العسكري الأمريكي البارز في التأقلم مع مناخ الصراعات والتحالفات السياسية في واشنطن.