تدخل أزمة مياه الشرب في شرورة اليوم يومها السابع في وقت امتد تأثيرها إلى النشاط الاقتصادي والعمراني في المحافظة. وعمدت مغاسل الملابس إلى عدم استلام الملابس من العملاء لعدم توفر المياه اللازمة، وأصبح عمال بعض المغاسل يأخذون على العملاء تعهدا شفهيا بعدم المطالبة باستلام الملابس في الأوقات المعتادة لأن أزمة نقص المياه قد تمتد للأسبوع القادم. كما أن عددا من مغاسل السيارات توقفت عن العمل بسبب نقص الماء وغلاء المعروض في السوق السوداء بعد تضاعف أسعار (صهاريج المياه) بنسبة تجاوزت الـ300%. ووصل سعر الوايت العادي إلى 200 ريال بعد أن كان يباع بـ 50 ريالاً مع عدم توفره، الأمر الذي جعل غسيل السيارات غير مجد مالياً لأصحاب المغاسل.

ورغم توجيهات مدير عام المياه بمنطقة نجران المهندس صالح بن مصطفي آل هشلان بتمديد ساعات عمل أشياب الوزارة الأربعة التي تزود الوايتات بالماء، إلا أن طوابير المواطنين بدأت تتوافد على الأشياب بعد صلاة الجمعة أمس مباشرة، ووصلت قوائم الانتظار في النصف ساعة الأولى أكثر من 100 منتظر في شيب الحجز، و84 اسماً في شيب حي الملك عبدالله رغم بقاء أكثر من 3 ساعات على بدء تشغيل المضخات. ولجأ عدد من مدارس التعليم لصرف طلابها في نهاية دوام عدد من الأيام الأسبوع الماضي قبل أداء صلاة الظهر جماعة لعدم وجود مياه كافية للوضوء.

وقال مدير التربية والتعليم للبنين بشرورة محمد بن عوض الصيعري لـ"الوطن" إنه من الطبيعي أن تؤثر أزمة المياه الحالية في شرورة على المدارس مثلها مثل المنازل، وإن كانت لم تصل المكتب تقارير إلى الآن من المدارس عن نقص المياه أو صرف الطلاب قبل أداء الصلاة. واعتذر الصيعري بأن وجوده الأسبوع الماضي في جدة يجعله غير متأكد تماماً من نقص في المياه في المدارس.

من جهة أخرى، لجأ أئمة الكثير من المساجد في شرورة إلى إغلاق حمامات المساجد وأماكن الوضوء، بسبب عدم قدرة المتعهدين على توفير المياه الكافية.

وأوضح مصدر مسؤول في مكتب وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف لـ"الوطن" أن هذه الأيام هي فترة فاصلة بين المتعهد القديم لتأمين المياه "شركة الصيانة" والمتعهد الجديد الذي لم يصل بعد، وأن تأمين المياه هذه الأيام للمساجد يكون باجتهاد الأئمة وجماعة المسجد. وقال: من الطبيعي أن يكون هناك نقص في المياه في المساجد أسوة بمنازل المواطنين.

وطالب مواطنون بتدخل محافظ شرورة بشكل مباشر لإنهاء الأزمة، مؤكدين أنهم مضطرون للانتظار لبداية الدوام للتقدم للمحافظة بطلب إنهاء معاناتهم من نقص المياه.

وطالب المواطنان عبدالله بن صالح المنصوري وعبدالله بن سالم نذران الإدارات الحكومية المدنية والعسكرية والمستشفيات بفتح أشيابها لصهاريج المواطنين كحل مؤقت لأزمة المياه. وامتدت المطالب إلى مياه نجران بأن تلزم الصهاريج الحكومية بجلب الماء من الوديعة وسلطانة والأخاشيم وتترك أشياب شرورة للمواطنين.