يعاني عدد من الأشخاص بمختلف الأعمار من أمراض مختلفة في الأذن كقصور السمع أو الصمم الجزئي أو التام ، أو التهابات الأذن الوسطى والخارجية أو آلام القناة السمعية أو الأذن الداخلية أو طنين الأذن، بالإضافة إلى معاناة البعض من أمراض يكون سبب البعض منها أحيانا خللا في الأذن كبعض ارتفاعات ضغط الدم أو حالات الإجهاد والشعور بتشويش السمع، إلا أنها تختلف سبل علاج الأمراض المتعلقة بالأذن.

وعرف الطب البديل طريقة علاج أمراض الأذن أو الأمراض التي تتسبب فيها الأذن من خلال ما يسمى بالعلاج عن طريق "شموع هوبي" ، وهي طريقة علاجية قديمة كان معمولا بها في الحضارات القديمة، وتعتمد على إخراج الشوائب، وإدخال الحرارة للأذن، مما يساعد في علاج الكثير من الأمراض التي تصيب الأذن .

وعن "شموع هوبي" يقول المدرب والمعالج بالطاقة الحيوية الدكتور أكرم إبراهيم رشيد "شموع هوبي هي نوع قديم من المعالجة الحرارية للأذن، كان معمولا به في الحضارات القديمة كالفرعونية واليونانية القديمة والرومانية والآسيوية والشامانية، ثم انتقلت إلى أمريكا، واستعملها هنود شمال أريزونا عن طريق المُعالج الهندي هوبي الذي يعني اسمه المسالم، وهو أحد أفراد قبائل الهنود الحمر الذين كانوا يستخدمونها في علاج آلام الأذن ومشاكلها الصحية، مبينا أن هذا النوع من العلاج آمن، ولا توجد له آثار جانبية، ويستخدمه كثير من أطباء الأذن عالميا الآن؛ لأنه يأتي بنتائج إيجابية في تنظيف وصيانة الأذن، ويُشعر المريض بالراحة منذ التجربة الأولى .

وعن آلية القيام بهذا النوع من العلاج قال الدكتور رشيد "ينام المريض على جانبه، وتكون أذنه مستوية إلى الأعلى، ثم توقد الشمعة، وتوضع داخل فتحة الأذن، فيشعر بدفء الحرارة التي تنبعث من الشمعة بلطف فتسري داخل أذنه، وتعمل كما المدخنة التي ترتفع فيها التيارات الساخنة لأعلى بفعل الحرارة، فتحمل معها الشوائب، والإفرازات الزائدة ، وشموع الأذن المتراكمة التي تسبب ضعفا في السمع، ويتصاعد كل ذلك على هيئة أبخرة قد تلتصق بجدار المدخنة (شمعة هوبي)، ونجد أن التيارات الهوائية الصاعدة الساخنة تسحب معها المواد التي تسد الأذن أو تقلل من مستوى السمع، بعد أن تكون قد حولتها إلى جزيئات شبه سائلة يسهل حملها أو خروجها مع التيار الهوائي الصاعد".

وعن المواد المستخدمة في صناعة هذه الشمعة بين الدكتور رشيد أنها "تصنع شموع الأذن من المكونات الطبيعية لشمع العسل، بالإضافة إلى أعشاب الميرمية، وحشيشة القلب (عشبة سان جونز) والبابونج (الكاموميل) ، والبيتا كاروتين والكتان الطبيعي، فيعمل الشمع على هيئة مدخنة تغلف الأعشاب والمواد الأخرى المكونة لها، وتدبب من أسفل لتدخل في الأذن ، ويكون لها ثقب من أسفل يحتوي على واق لمنع دخـول الشمع المذاب إلى الأذن، وكذلك فتحة إشعال من أعلى يتصاعد منها اللهب، وتوضع ورقة مستديرة بالأسفل حول الشمعة لمنع الرماد من السقوط على الوجه أو الأذن".

وأضاف الدكتور رشيد فيما يتعلق باستخداماتها أنها تستخدم في علاج الكثير من الأمراض المتعلقة بالأذن، كوجود ألم في الأذن الداخلية أو القناة السمعية، وارتفاع الضغط، وتأثيره على الأذن في حالات التهاب الأذن الداخلية أو صمغ الأذن أو الأنفلونزا والصداع وداء الشـقيقة ، إلى جانب استخدامها لتحفيز تدفق الطاقة، وتحسـين مستوى السـمع وعلاج وجود مفرط لشمع الأذن، وحالات الإجهاد وزيادة تشويش السمع، بالإضافة إلى وجود ما يسمى بصفير أو طنين الأذن، وعلاج الطرش وثقل السمع مع ملاحظة أن تأثيرات شموع الأذن تختلف من مريض إلى آخر تبعًا لظروفه لعدة عوامل".

وأوضح رشيد أن "الجلسة العلاجية تكون بأن ينام المريض على جانبه وأذنه لأعلى، ومن الأفضـل أن تتم تغطيته، لأنه غالبا ما يشعر بالاسترخاء، وينام، ثم يوضع الإطار الواقي من تساقط الرماد على الأذن حول الشمعة، وتوقد وتوضع بلطف داخل فتحة الأذن، فيسمع المريض صوت طقطقة ودغدغة خفيفة لطيفة نتيجة تفاعل المواد داخل الأذن مع أبخرة وحرارة الشمعة، وتعمل الحرارة اللطيفة على تحفيز الدورة الدموية والسائل الليمفاوي لكي يرفع كفاءة جهاز المناعة في تلك المنطقة لعمل تطهير طبيعي للأذن، ويظل هكذا حتى تنتهي الشمعة، ثم يستريح المريض بضع دقائق قبل أن ينقلب على الجانب التالي، ويلزم المريض جلسة أو عدة جلسات بحسب حالته" .

وعن المحذورات المتعلقة بهذا النوع من العلاج بين الدكتور رشيد أنه لا توجد معلومات مُصدقة حتى الآن تمنع استخدام شموع الأذن، ولكن من المُسـتحسن ألا تستخدم في حالة وجود الالتهابات الحادة ، أو وجود عدوى ميكروبية أو رد فعل عكسي تجاه مكونات الشموع.