تستحق مجموعة بن لادن السعودية خالص الشكر، لأنها تصدرت إعلان صندوق الموارد البشرية عن أكبر مئة شركة سعودية ساهمت في الشراكة الوظيفية لآلاف الشباب السعودي عبر هذا الصندوق. ولست هنا في مجال الدعاية المجانية لأحد ولهذا أشكر رجل أعمال سعوديا توسط هذه القائمة وهو وحده يوظف اليوم ما لا يقل عن 400 شاب في شركة ابتدأها ذات يوم من حطام الفقر عبر الطموح فتحول طموحه وعصاميته إلى أن يساهم اليوم في فتح مئات البيوت: بعض الأفراد يصبح لأهله ومجتمعه قبيلة كاملة.

قرأت إعلان صندوق الموارد البشرية من الواحد حتى المئة. احتفظت به في الملف، لا لأقرأ هؤلاء الرجال أو الشركات فيما بعد ولكن لنحاسب الذي لم يدخل القائمة بعد. قرأته كي أسأل سواد أكبر مئة شركة سعودية من حيث الحجم ورأس المال ولكنها في المقابل للأسف الشديد لم تدخل (شرف) الإعلان في أكبر مئة شركة سعودية تنافس من أجل توطين الوظيفة.

قرأته لأبرهن لنفسي كل صباح أننا كوطن ومجتمع مع بعض رجال الأعمال وبعض الشركات مجرد (أرضية) على الشارع العام أو مثل (بقرة) تأكل ما بين أيدينا: رأسها هنا يزاحمنا على كل شيء ولكن (ضرتها) وأصابع حليبها الناعمة في كل جهات الأرض الواسعة. قرأته لأسأل عن مئات الشركات الأخرى التي استنزفت قروض الدين العام من المال العام: عن تلك الشركات التي استهلكت جودة شوارعنا ومن أجلها افتتحنا شبابيك القناصل وكاونترات الجوازات ومكاتب العمل: نوظف من أجلها (خمس) الإدارات الحكومية فلا تجد فيها المواطن موظفاً أو وظيفة. قرأته لأسأل شركات (الدراكولا) على شريط شاشة الأسهم وهي تسجل هذا الغياب المريب عن الإعلان آنف الذكر.

سؤالي: لماذا لا نفضح هذه الشركات الغائبة في إعلان مواز لما سبق ثم ندعو كل مواطن إلى مقاطعة منتجاتها طالما أن ابن الوطن مجرد عامل ـ تلقيم ـ عند رأس البقرة؟