وحتى لا أتهم بأن فكرة المقال طوباوية، أعد بأن أكون واقعيا قدر الإمكان..
اليوم لو طلب مني أحدهم أن أصف الشعب السعودي بكلمة واحدة لقلت له إنه شعب "طيب".. من مميزات هذا الشعب أنه لا يحقد على أحد.. لا يضمر في نفسه الكراهية لأحد.. ولذلك أغلب الأخطاء التي يقع فيها الأفراد هنا تأتي عفوية أو دون قصد مسبق..
أشهر الأخطاء التاريخية التي وقع فيها السعوديون كانت كارثة سوق الأسهم.. حينما دخلوا إلى المذبحة بأقدامهم يدفعهم حسن الظن، وتشجعهم النوايا الطيبة، والأحلام البسيطة..
تورط عشرات الآلاف من السعوديين في قروض لها أول وليس لها آخر.. وكانت النتيجة تعثر طموحات الكثير من أفراد هذا الشعب الطيب..
ما الذي أريد الوصول إليه اليوم؟!
هناك أصوات عديدة هنا وهناك.. تحدثت عن هذه القضية.. هناك من يطالب بإسقاط الديون عن المواطنين؛ بحيث تتحمل الدولة الديون عن مواطنيها.. وهناك من يرفض الفكرة جملة وتفصيلا.. أصوات مختلفة أتفق مع بعضها.. وأختلف مع بعضها الآخر..
الخلاصة: الناس تورطوا في الديون لأسباب منطقية مقنعة سبقت الإشارة إليها.. ديون مترتبة على ديون أخرى.. من هنا فإن رأيي الذي أقول به واعتبره أحد أماني العام الجديد هو معالجة ديون جميع المواطنين بطريقة مناسبة.. سواء بمنح مبلغ مقطوع لكل مواطن.. أم التنسيق مع البنوك ذاتها لمسح قيمة الفائدة للقروض القائمة وإعادة جدولتها بصورة ميسرة.
النقطة الأخرى شطب ديون المواطنين في بنوك الدولة التنموية الأخرى كبنك التسليف وصندوق التنمية العقاري..
هذا أبسط ما يمكن تقديمه لهذا الشعب "الطيب" من قبل الدولة الكريمة.. البلد تمر بحالة تعاف اقتصادي غير مسبوقة في تاريخها.. كل المواطنين يمتلكون آلات حاسبة في جيوبهم.. كل المواطنين يعشقون بلدهم.. والشاعر يقول: "يا حبيبي شرهة العاشق كبيرة"!