بعد مضي أسبوع على أمطار الرياض وما خلفته من آثار على ممتلكات العديد من المواطنين واحتجاز العديد من العوائل في منازلها في بعض الأحياء، كان هناك وجه آخر أنصع بياضاً وأرق حضوراً، وجوه أنثوية لشابات سعوديات شكلن رابطة للتطوع والعمل على مساعدة وإغاثة العائلات المتضررة، من خلال تقديم إعانات لهذه الأسر.

المتطوعات بمختلف فئاتهن المجتمعية شكلن فريقا واحدا توحدت أهدافه من خلال موقع وفرته لهم إدارة "الندوة العالمية للشباب الإسلامي" لمساعدة المنكوبين، وذلك لإيواء المعونات التي تصل للحملة وقيامهن بفرزها عاجلاً، على أن يقوم الجانب الرجالي من الحملة بتوزيعها وتقديمها للمحتاجين. منسقة العلاقات العامة والمتحدثة الإعلامية باسم الجانب النسائي لمجموعة "جسد واحد" التطوعية أميرة محمد قالت إن عدد المتطوعات الذين شاركوا فعلياً في الحملة بلغ 50 عضوة،  بينما يقارب عدد المنظمين في الحملة عبر موقعها في الفيس بوك 1500 عضوة، مشيرة إلى أن عمل الجانب النسائي في الحملة كان منعزلا عن الجانب الرجالي، وأن أعمالهن تركزت على الجوانب الإدارية والتنسيقية لعمليات النشر والتوزيع عبر الإيميلات الإلكترونية.

وكشفت أميرة أن أسباب عدم مزاولة العضوات العمليات التوزيعية على الأسر في الأحياء تعود إلى عادات وتقاليد المجتمع السعودي التي ترفض مثل هذه الأمور، وأردفت قائلة "حتى لو رغبت أي عضوة القيام بالأعمال الميدانية،  فإننا إدارياً نرفض ذلك الأمر حرصاً على سلامتها" ، مشيرة إلى أن الإدارة النسائية للحملة لا تريد تعريض عضوات المجموعة لأي موقف خطر قد تتعرض له ميدانياً.وحول نظرة المجتمع لمزاولة المرأة المهام التطوعية ميدانياً، قالت أميرة "نحن قبل أن نكون مجموعة متطوعات نحن أمهات، هدفنا خدمة شعبنا وبلدنا الذي هو بأمس الحاجة لنا، وكانت الأعمال التي قام بها الشباب والفتيات خلال أمطار الرياض وجدة دليلا على أهمية ما قاموا به، وساندوا الجهات الحكومية بذلك"، مبينة أن هناك تقبلا من بعض فئات المجتمع للأعمال التي يقمن بها وذلك عبر تفاعلهم في المواقع الإلكترونية وموقع الحملة على الفيس بوك.ووقالت أميرة إن المؤونات التي ترد للحملة تأتي من قبل مواطنين وأفراد، وهي عبارة عن أغذية وبطانيات وفرش، وأن المؤونات وردت إلى الحملة بعد أن عرف الكثير من المواطنين أن هناك حملة تطوعية لإغاثة الأسر، وذلك عبر ما يكتب عن الحملة في الصحف والمواقع الإلكترونية،  بالإضافة إلى موقع الحملة في الفيس بوك.

وعن تعاون الندوة العالمية للشباب الإسلامي شرق الرياض مع الإدارة النسائية للحملة، قالت "منحتنا إدارة الندوة موقعا تطوعياً للقيام باجتماعاتنا الآسبوعية وتخزين المعونات التي تأتي للحملة من المواطنين الراغبين في المشاركة في إغاثة الأسر المتضررة، على أن نقوم بفرزها وتوزيعها حسب عدد الأسرة الواحدة،  والقيام بكتابة اسم العائلة على كل كرتون معونات، لسهولة توصيلها إليهم، والاطمئنان على أن ما وصلهم كاف على عددهم".