مع الاحترام الشديد لكل المنتخبات العربية التي شاركت في نهائيات آسيا بكرة القدم المقامة حالياً في الدوحة والتي بلغ عددها ثمانية منتخبات من أصل 16 وخرجت جميعها دون أن يبلغ أحدها دور الأربعة.. مع الاحترام الشديد لها وللجهد الذي قدمته فإنها برأينا لن تذوق أو تشم رائحة هذا الدور في السنوات المقبلة نهائياً، لأن الأداء المشرّف الذي قدمته بعض المنتخبات وتغنينا به واعتبرناه كافياً للمشاركة لن يكون كافياً مع الأيام ولن تقبل الجماهير العربية دائماً بهذه الجملة خاصة أننا نستخدمها نحن العرب في مجالات أخرى غير الرياضة ونقتنع تماماً أنها إنجاز بحدّ ذاتها وهي ليست وحدها كافية للتطور ومواكبة العصر أبداً.
الغريب في الأمر أن البعض يعلّق على أداء هذه المنتخبات بأنه يكفيها الأداء الرجولي، ويكفيها الروح الوطنية التي لعب بها اللاعب العربي وكأن المنتخبات الأخرى لا تلعب برجولة وليس لديها تلك الروح الوطنية!.
إنهم يملكون ذلك ولكن يضاف إليه ما هو غير موجود في معظم منتخباتنا العربية، وهو العلم والإدارة والتخطيط.
الاحتراف الذهني والبدني الكامل.. العمل وفق منهجية قد تدوم لخمسين عاماً دون أي خرق فيها، وها هي دول شرق آسيا والهدية التي قدمها الاتحاد الآسيوي لآسيا ألا وهي مشاركة أستراليا في البطولات الآسيوية حيث ستحجز دائماً مقعداً لها في النهائيات الإقليمية والعالمية بدأت بحصد ما تزرع ونحن نتفرج عليها ونكتفي بالأداء المشرّف ونصعّد الحملات الإعلامية وتصريحات المسؤولين كي لا تشكّل تلك المشاركة استياء شعبياً إضافياً نحو مشاركاتنا الرياضية التي أصبحت بحق مشاركات ضعيفة أكثر من قبل بكثير!.
مع أن الأداء يكون مشرّفاً بالفعل ولا تهم النتيجة بعد ذلك سواء أكانت خسارة أو فوزا، إن كان الأداء رجولياً ووطنياً ولكن نتيجة تخطيط وعلم وإدارة حكيمة وواعية أيضاً.
بصراحة أضحت معظم الجماهير العربية غير واثقة من أن التجارب تعلّمنا وأن الغد سيشهد تحوّلاً في المسيرة الفوضوية التي تعيشها الرياضة العربية، ومعها حق بذلك لأن الماضي حتى اليوم القريب لا يعطي أية مؤشرات تطويرية واضحة بهذا الاتجاه ومعظم ما يفعلونه هو إما لتحقيق نتائج آنية قد تصيب أو لا تصيب أو لمصالح شخصية قد تكون السبب الرئيس في هذا الانحدار.
للأسف الشديد علينا نحن المتابعين لأحوال كرتنا أن ننفعل لواقعها ولو أننا نعرف سلفاً أننا ننفخ في ( قربة مخرومة)!..