تواصلت الاجتماعات التي يشهدها البيت الأبيض تباعا بهدف إعادة بناء الجسور بين الإدارة الأمريكية وقادة الجاليات اليهودية. وبعد الاجتماع الذي ضم الرئيس أوباما ونحو 15 كاهنا يهوديا في الأسبوع الماضي، شهد البيت الأبيض مساء أول من أمس اجتماعا استمر ساعة ونصف الساعة بين أوباما ونحو 35 عضوا يهوديا من أعضاء الكونجرس يمثلون عادة مواقف منحازة لإسرائيل في محاولة جديدة لشرح سياسة الإدارة في الشرق الأوسط ووقف الانتقادات التي وجهت إلى البيت الأبيض بسبب ما وصف بضغوطه العلنية على حكومة بنيامين نتنياهو. وكان مستشار أوباما المقرب رام إيمانويل قد صرح مؤخرا بأن الإدارة أخطأت في تعاملها مع المنظمات اليهودية وفشلت في شرح دوافع سياستها بقدر كاف لإيضاح أن جـهود إحلال السلام في الشرق الأوسط لا تهدف إلى الإضرار بإسرائيل ولكن إلى دعم المصالح الاستراتيجية الأمريكية.




 


شهد البيت الأبيض اجتماعا استمر ساعة ونصف الساعة بين الرئيس باراك أوباما ونحو 35 عضوا يهوديا من أعضاء الكونجرس منحازين لإسرائيل، في محاولة جديدة لشرح سياسة الإدارة في الشرق الأوسط ووقف الانتقادات التي وجهت إلى البيت الأبيض بسبب ما وصف بضغوطه العلنية على حكومة بنيامين نتنياهو، فيما سلم الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل "رسائل عن الممارسات الإسرائيلية"، وذلك في أول لقاء بينهما منذ انطلاق مفاوضات السلام غير المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين، كما أفاد مسؤول فلسطيني.

 ويأتي اجتماع البيت الأبيض الذي عقد مساء أول من أمس ، بناء على طلب الرئيس الأمريكي في سياق حملة يقودها مستشاره المقرب، ورئيس طاقمه رام إيمانويل لإعادة بناء الجسور بين البيت الأبيض وقيادات الجالية اليهودية. وكان إيمانويل قد قال لواحد من هؤلاء القادة مؤخرا إن الإدارة أخطأت في تعاملها مع المنظمات اليهودية وفشلت في شرح دوافع سياستها بقدر كاف لإيضاح أن جهود إحلال السلام في الشرق الأوسط لا تهدف إلى الإضرار بإسرائيل ولكن إلى دعم المصالح الاستراتيجية الأمريكية.

 وطبقا لما رشح من الاجتماع فإن الرئيس أوباما أقر بأن التركيز العلني على الخلافات بين الولايات المتحدة وإسرائيل "وهي خلافات طبيعية بين حلفاء" – حسب قوله – كان خاطئا وأنه كان بالإمكان معالجة تلك الخلافات بصورة أفضل. ورد أعضاء الكونجرس بمطالبة أوباما بأن يبرز العلاقة الخاصة بين الولايات المتحدة وإسرائيل بصورة أفضل عبر القيام بزيارة لإسرائيل يؤكد فيها عمق الصلات بين الجانبين. ووعد أوباما بزيارة إسرائيل في وقت مناسب.

 وقال أعضاء المجلس التشريعي للرئيس الأمريكي إنهم يدعمون جهوده لإحلال السلام بشرطين. الأول هو أن إعطاء الأولوية لأمن إسرائيل بالنظر إلى العداء التاريخي بينها وبين محيطها الجغرافي والثاني هو تجنب فرض أي حل على حكومة نتنياهو أو أي حكومة إسرائيلية أخرى.

 وحسب الرئاسة الأمريكية، فإن من بين المواضيع التي طرحت "المعلومات الأخيرة المتعلقة بالمفاوضات غير المباشرة" التي استؤنفت بين الإسرائيليين والفلسطينيين في إطار الجهود التي تبذلها إدارة أوباما لاستئناف عملية السلام في الشرق الأوسط.

 من جهة أخرى، قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات خلال مؤتمر صحفي عقده في مقر الرئاسة برام الله إثر لقاء عباس - ميتشيل، إن عباس سلمه "رسائل حول الممارسات الإسرائيلية على الأرض منها جرائم قتل في الضفة الغربية وقطاع غزة من جيش الاحتلال ضد أبناء شعبنا الفلسطيني"، موضحا أن الرسائل شملت أيضا "التصريحات الإسرائيلية الاستفزازية الكثيرة في الأيام الماضية".

 ولفت عريقات إلى أن "مباحثاتنا مع ميتشيل تدور حول جميع قضايا الوضع النهائي ونركز على قضيتي الحدود والأمن في مرحلة الأربعة الأشهر من المباحثات التقريبية وصولا إلى إقامة دولتين، دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 بما فيها القدس عاصمة الدولة الفلسطينية".

 وستستمر المفاوضات غير المباشرة، التي بدأت في التاسع من مايو في أجواء تسودها الشكوك، أربعة أشهر يقوم خلالها ميتشيل برحلات مكوكية بين القدس ورام الله وواشنطن.

 وقد التقى ميتشل مساء الثلاثاء وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك في تل أبيب، على أن يلتقي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اليوم الخميس.