لن ندخل في جدلية أيهما أسبق: التغيير أم التطوير؟ لكنني سآخذ منحى آخر من هذا الاتجاه إلى صلب الموضوع, فالرئاسة العامة لرعاية الشباب تمر بحقبة جديدة تحمل سمات فكرية قبل أن تكون أنشطة وبذلا بالتأكيد تختلف عن السابق, وهذا أمر طبيعي, ولا آخال أحداً سيشغل نفسه في تأويل ما ذهبت إليه من خلال عبارات, إنما المؤكد أن الرئاسة منذ تعيين الأمير نواف بن فيصل رئيساً عاماً لرعاية الشباب قد اتجهت نحو سياق جديد هل هو (تغيير جذري أم مرحلي أم تدريجي) أو هو ( تطوير كلي أم جزئي أم قطاعات بعينها) هذا متروك لصاحب الرأي.

لا شك أن اتجاه الرئاسة العامة لرعاية الشباب لا بد أن يأخذ في اعتباره سبيلاً: هل تغيير وما يتحتم عليه من تبعات وإرهاصات ربما تكون الرئاسة غير مهيأة له في الفترة الحالية، وعندما نقول إنها لا بد أن تقوم بتغيير جلد الجهاز لمجرد التغيير, وهذا أمر مستبعد تماماً لمن يعرف كيف يفكر نواف بن فيصل الذي عرف باهتمامه الشديد بالدراسات المتأنية قبل الإقدام على خطوة القرار, ويحرص دوما على الاستماع إلى أكثر من صوت خبير ومتخصص قبل أن يقول رأيه النافذ, ومن هنا فمسألة التغيير للتغيير فقط أعيد وأكرر مستبعدة من وجهة نظر شخصية, والنماذج كثيرة على سلبيات خطوة التغيير للتغيير وحسب كي يعتقد المتابعون والمراقبون أن هناك شيئاً قد تم من قبل المسؤول الجديد.

إن منهج فكر الأمير نواف لا يعتمد كلياً على مبدأ الهزات من أجل (بروباجاندا) يخطط لها من قبل, بل العكس من ذلك فكثير من القضايا والمسائل التي بين يديه في فترات سابقة منحها حقها من وقت الدراسة والتمحيص لتكون بعد ذلك قرارات مؤثرة إيجاباً, ومعروف سلفاً مقاصدها وأهدافها وحتى نتائجها بتوفيق الله أولاً ثم بفضل الرؤية الاستشرافية المميزة لفكر هذا الرجل على مستوى العمل القيادي الرياضي المحلي والعربي والأولمبي.

وتلازم الفكر والقانون معاً في عقلية الوزير الرابع في مسيرة الرياضة السعودية كان وما يزال محط اهتمام أكبر قيادتين رياضيتين في العالم ممثلتين في رئيس اللجنة الأولمبية الدولية البلجيكي الدكتور جاك روج وكذلك رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جوزيف سيب بلاتر, فالأول منح العضو الأولمبي السعودي جملة مسؤوليات على مستوى الرياضة الدولية ثقة منه فيما يقوم به ومستوى العمل الذي يقف وراءه, فما كانت كلماته منذ فترة بأن الأمير الرياضي السعودي مؤهل يوماً (ما) ليكون رئيس أكبر هيئة رياضية في العالم, وهذا التقييم الصادر من شخصية لها وزنها وثقلها الكبير جداً يجب أن نأخذه على محمل الجد وأنه ناتج عن عمل كبير وأوراق عمل متميزة قدمها نواف بن فيصل في الفترة الأولمبية الأولى له باللجنة الدولية، وكذلك الحال آراء عدة تناولها رئيس الفيفا جوزيف بلاتر بشأن الخصوصية القيادية لنواف سيطول الحديث عنها.

أجزم أن الرئاسة مقبلة على خطوات متأنية تأخذ أوجه تطويرية أشمل منها (تغيير) بغرض التغيير فقط, وكذا لن تكون رجع صدى لآراء متسرعة أو متحمسة أو تسعى لتصفية حسابات.

والله من وراء القصد.