أجرى رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري مع الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق أمس مباحثات وصفت بأنها "مهمة وتشكل أساسا في الاستراتيجية التي بدأها رئيس الحكومة بتوافق معظم الأطراف اللبنانية والقائمة على التفاهم والتعاون مع دمشق لما فيه مصلحة البلدين". واستقبل الرئيس الأسد الحريري في ثاني زيارة يقوم بها لسوريا منذ توليه منصبه. وكان الحريري زار دمشق في نهاية 2009.
وأفادت أوساط حكومية ان الحكومة اللبنانية تسعى إلى بناء علاقات صريحة وشفافة مع القيادة السورية في إطار رؤية لبنان لأهمية التعاون العربي- العربي خاصة في هذه الظروف البالغة الحساسية والتي عنوانها تحدي التهديدات الإسرائيلية لكل من لبنان وسوريا. وأضافت "يجب ألا ننسى ما بدأته إسرائيل مؤخرا من حملة على السعودية نظرا للدور الكبير الذي تلعبه على المستوى الإقليمي والعالمي في مواجهة المخططات الإسرائيلية الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية وتهديد أمن الدول العربية".
وفي سياق متصل بدأ أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في بيروت أمس محادثات رسمية مع الرئيس اللبناني ميشال سليمان تركزت على تطورات الأوضاع في المنطقة وما آلت إليه الجهود الأمريكية بشأن عملية السلام في الشرق الأوسط. وبحث سليمان والشيخ صباح "التوتر الناجم عن التهديدات الإسرائيلية للبنان وسوريا وكيفية مواجهتها بالمزيد من التضامن العربي والعمل المشترك في المحافل الدولية". وسيلتقي أمير الكويت كلا من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري، حيث من المقرر توقيع عدد من الاتفاقيات الثنائية.
من جهة أخرى ذكرت مصادر محلية أن السلطات القضائية اللبنانية ستدرس أي طلب يتقدم به القضاء السعودي لتسليم السلطات السعودية الموقوفين السعوديين في السجون اللبنانية في ملف تنظيم "فتح الإسلام" وفقا لمقتضيات القانون. وكان سفير المملكة في لبنان علي عواض عسيري قد صرح بأنه سيتم الطلب إلى لبنان لتسلم الموقوفين الثلاثة على أن يكملوا فترة الحكم عليهم في السجون السعودية. وقالت المصادر القضائية ردا على سؤال إنه "سبق للبنان أن سلّم إلى السلطات السعودية، ثلاثة موقوفين سعوديين هم عبدالله بيشي ومحمد صالح سويد، وفهد المغامس في وقت سابق وبعد التحقيق معهم تمت إعادتهم إلى لبنان".