أكد المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي أن قوات الأمن السعودية قامت بتنفيذ عملية نوعية في المناطق الحدودية مع اليمن، أسفرت عن تحرير طفلتين ألمانيتين كانتا ضمن مجموعة مكونة من تسعة أشخاص (7 ألمان وبريطاني وكورية جنوبية) اختطفوا في يونيو الماضي 2009 على يد مجموعة مسلحة في محافظة صعدة.
وتزامن تصريح اللواء التركي لـ"الوطن" مع تصريح آخر بثه موقع "يورو نيوز" الإلكتروني لمتحدث باسم العائلة الألمانية المختطفة في اليمن، أكد فيه أن قوات الأمن السعودية تمكنت من تحرير طفلتين، فيما يظل مصير شقيقهما الأصغر ووالديهما مجهولا.
وأوضح التركي أن العملية نفذت بناء على معلومات استخباراتية تم تحليلها ترتبط بوجود طفلتين رهينتين من الجنسية الألمانية. وأضاف "نظرا للجانب الإنساني الهام في هذه القضية وبهدف إيقاف معاناتهما تم التنسيق مع السلطات الأمنية اليمنية وإبلاغهم بخطة الإنقاذ"، مبينا أن القوات الأمنية السعودية نجحت في إنهاء معاناة الطفلتين بنجاح والتي استمرت لأكثر من 11 شهرا، واصفا العناصر المسلحة التي قامت بعملية الاختطاف بأنها "عناصر إجرامية". وبين التركي أنه تم إبلاغ السفارة الألمانية في الرياض بعملية الإنقاذ ونقل الطفلتين إلى إحدى المستشفيات لإجراء فحوصات طبية عليهما، حيث يتولى أعضاء في السفارة الألمانية الاطمئنان على حالتهما الصحية التي يبدو أنها جيدة.
وحول ضبط أحد خاطفي الرهائن عند تحرير الطفلتين، أشار التركي إلى أن عملية التحرير كانت عملية أمنية خاصة استهدفت إنقاذ الطفلتين. وقال: لا أعتقد أنه تم القبض على أحد الخاطفين، فالجهات الأمنية تعاملت من خلال خطة أمنية خاصة كان هدفها إنقاذ الطفلتين بعدما توفرت معلومات عن رصدهما في منطقة على الشريط الحدودي بين المملكة واليمن.
وحول وجود رهائن آخرين مع الطفلتين استبعد التركي ذلك، وقال: نحن تعاملنا مع معلومات توفرت لدينا عن رصد الطفلتين في منطقة حدودية قريبة من الأراضي السعودية، وبمهنية الأجهزة الأمنية المختصة وضعت خطة تم من خلالها إنقاذ الطفلتين، ولم نتعامل مع معلومات لها علاقة بقضية الاختطاف التي تمت في اليمن حيث تعاملت الجهات الأمنية باليمن معها.
من جانبه، بث المركز الألماني للإعلام تصريحاً أرسلته السفارة الألمانية في الرياض لوزير الخارجية الألمانية جيدو فسترفيلى في برلين عقب إبلاغه بخبر الإفراج عن الرهينتين الألمانيتين في اليمن، أكد فيه نبأ الإفراج عن اثنين من الرهائن الألمان الخمسة المحتجزين في اليمن. وقال الوزير الألماني "إننا نشعر بالارتياح إزاء تمكن قوات الأمن السعودية من تحرير اثنين من المواطنين الألمان الخمسة المحتجزين في اليمن.
وأضاف: الفتاتان حالياً في حماية آمنة لدى السلطات السعودية وحالتهما جيدة رغم الظروف الصعبة التي مرت بهما. ومن المتوقع أن تعودا غداً (اليوم) إلى ألمانيا.
وأعرب الوزير عن شكره لجميع العاملين في قطاع إدارة الأزمات وجميع الهيئات التي شاركت في إدارة هذه الأزمة على ما بذلوه من جهد لا يخبو، كما شكر السلطات السعودية على مساندتها وتعاونها. وقال: سنستمر في سعينا الحثيث من أجل الكشف عن مكان بقية الرهائن، فمصيرهم يملؤنا بعظيم القلق، ونتمنى نهاية موفقة من أجلهم هم أيضاً، وهذا ما نسعى إليه بكل قوانا.
فيما أوضحت مصادر دبلوماسية ألمانية أن السفير الألماني في الرياض لن يعلق على النجاح الأمني السعودي مع وجود تصريح حول الموضوع من قبل وزير الخارجية، ولن يعقد مؤتمرا صحفيا، وأن أعضاء السفارة وعلى رأسهم السفير يشعرون بالارتياح لهذا النجاح حيث يتم الاطمئنان على حالة الطفلتين الصحية التي اتضح أنها جيدة نوعا ما جسديا، لكنها سيئة جدا من الناحية النفسية. وقالت المصادر- التي فضلت عدم ذكر اسمها- إنه سيتم نقل الطفلتين إلى ألمانيا اليوم الأربعاء.
يذكر أن الطفلتين كانتا ضمن مجموعة مكونة من تسعة أشخاص منهم خمسة ألمان تعرضوا للاختطاف من قبل قوة مسلحة في اليمن، ولم تنجح قوات الأمن في تحديد موقع تمركز المجموعة المسلحة التي طلبت فدية مالية، وعندما استشعرت فشل المفاوضات للحصول على الفدية، قامت بتصفية ثلاثة من الرهائن عثر على جثثهم في منطقة نشور الجبلية في صعدة، وهي لطبيبتين ألمانيتين ومعلمة كورية الجنسية، كانت برفقة الأطفال.
من جهة أخرى، رجحت مصادر مطلعة لـ"الوطن" أن يكون عدد الرهائن المتبقين أربعة كلهم رجال، ثلاثة ألمان وبريطاني، ويُتوقع أن يكون موقعهم قريبا من الموقع الذي أنقذت الطفلتان فيه.
من جانب آخر، حددت المصادر توقيت عثور الأجهزة الأمنية السعودية على الطفلتين الألمانيتين، خلال 48 ساعة مضت، فيما تستعد سفارة بلدهما اليوم لاستلامهما من مستشفى في العاصمة الرياض، وذلك على خلفية إخضاع الطفلتين لفحوصات طبية شاملة في مستشفى بالعاصمة الرياض، للتأكد فقط من سلامتهما من الأمراض، ويُعتقد تعرضهما لها بعد مكوثهما لفترة طويلة في مناطق ريفية.