لا أظن أن بإمكان معالي وزير النقل أن يركب سيارته، وينطلق من مدينة جازان شرقاً باتجاه مدن وقرى جبال بني مالك دون أن يكون معه دليل يرشده عند مئات مفترقات الطرق التي ستواجهه في ظل عدم وجود لوحات إرشادية، إلا أنْ يتوقف ليسأل المارة وأصحاب الورش والدكاكين من الباكستانيين والبنجلاديشيين ليرشدوه إلى الطريق الصحيح؛ في الوقت الذي نصبت فيه الوزارة لوحات ضخمة كتب عليها: "وزارة النقل تتمنى لكم السلامة، وتدعوكم لزيارة موقعها الإلكتروني، وفي حال وجود أية ملاحظات الرجاء الاتصال بالرقم المجاني".. شكراً معالي الوزير، ليست لدينا أية ملاحظات، لكننا ندعوك لاستخدام الطريق بمفردك كأي مواطن، أو سائح لنرى هل ستدل الطريق!

أما من يبلغ "جبل آل يحيى"، فإنه ما إن يقترب من نهاية عقبة (الشايف) حتى يتوقف لكتابة وصيته لأنها قد تكون نهايته؛ فلماذا توقفت أعمال السفلتة بها منذ سنوات؟!

كما أدعو معالي وزير الصحة لزيارة المنطقة، فقد يكتشف أن محل ولادة معظم أبناء "جبل آل يحيى" في "عقبة الشايف" أثناء محاولة أمهاتهم الوصول إلى أقرب مستشفى؛ هذا إن لم يتوفين مع أجنتهن في الطريق؛ فهلا أمرت لهم ببناء مستوصف على الأقل.

وأدعو معالي وزير المياه لزيارتهم، ثم يطلبهم ماءً للشرب، لتتضح له معاناة الأهالي مع مقاولي توريد المياه الذين يتسلمون مستحقاتهم دون أن يسقوهم الماء بالسنوات.

كما أدعو سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار- وقد حدثته شخصياً- أن ينظر في تلك المباني الأثرية بنقوشها التي ماتزال شامخة فوق رؤوس "جبال آل يحيى" منذ آلاف السنين، أو بحسب رأي الأهالي أنه لا يُعرف لها تاريخ حتى الآن، وأن يلتقوا المواطن يحيى سلمان اليحيوي الذي قام- باجتهاد شخصي منه- بتسوير بعض المواقع الأثرية للمحافظة عليها، كما قام- مشكوراً- بجمع بقايا الأواني الأثرية المدفونة بعد أن دكتها "التركتورات" العاملة هناك لشق الطرق.

وأخيراً أدعو الأخ الصديق رئيس بلدية أبوعريش أن يكلف المقاول القائم بأعمال الحفر في مدخل المدينة الشرقي بوضع لوحات إرشادية للتحويلات المؤقتة، بدلاً من تخبط الناس في الأزقة الضيقة دون هدى؛ وقد طلبت إليه ذلك عبر مكالمة هاتفية- أكرمني فيها كثيراً بحسن خلقه- لكنه لم يفعل شيئاً حتى الآن؛ فآمل منه أن يركب سيارته ويستخدم نفس الطريق.

قلتُ:

الماء الذي ينسكب على الأرض، يلتف حول الأشياء التي تعترضه ليصل إلى الهدف.