تحت رعاية أمير المنطقة الشرقية الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز؛ دشن نائب أمير المنطقة الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد، صباح أمس، فعاليات يوم المهنة السنوي السابع والعشرين، الذي تنظمه جامعة الملك فهد للبترول والمعادن ويستمر أربعة أيام.

وتقام فعاليات هذا العام بمشاركة 115 مؤسسة من القطاعين الحكومي والأهلي، تُقدّم لطلاب الجامعة الفرص الوظيفية المتاحة لهم عقب تخرجهم، ومميزات العمل لدى جهات القطاعين، وطبيعة الوظائف ومجالات التدريب والتطوير ومتطلبات العمل لدى الجهات وكيفية الالتحاق بها.

90% من الخريجين

وبدوره قال مدير الجامعة الدكتور خالد السلطان لـ "الوطن" إن أيام المهنة التي تنظمها الجامعة منذ عام 1404هـ نجحت في توظيف 90% من خريجي الجامعة. وأعرب السلطان عن اعتزازه برعاية أمير المنطقة للفعاليات، واصفاً الرعاية بأنها امتداد للرعاية التي يحيط بها سموه أنشطة الجامعة ومناسباتها. وأضاف أن الرعاية الكريمة تعكس تقديراً لجهود الجامعة في تأهيل وتنمية الموارد البشرية وإعدادها لتلبية الاحتياجات المتجددة والمتطورة لسوق العمل والمساهمة في مسيرة التنمية التي يقودها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني يحفظهم الله.

وشكر الجهات الراعية للمناسبة وهي الراعي الرسمي أرامكو السعودية، والراعي البلاتيني الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، والراعي الذهبي مجموعة سامبا المالية، والراعي الفضي البنك الأهلي التجاري وبنك ساب وشركة شيفرون العربية السعودية، والراعي الإعلامي صحيفة الوطن السعودية، كما شكر الجهات المشاركة في فعالياتها، معتبراً إقبالها على الدعم والمشاركة دليلاً على أهمية التجربة ودورها في تعريف المؤسسات والشركات بنخبة من الكفاءات الوطنية المرشحة للتخرج، والمؤهلة للالتحاق بالقطاعات الإنتاجية والخدمية وتوظيف ما تلقته من علوم ومعارف لتطوير مستويات الأداء بها.

كما دعا الطلاب إلى الاستفادة من فعاليات المناسبة في التعرف على التوجهات الآنية وبعض ملامح التوجهات المستقبلية لسوق العمل. كما دعا الجهات المشاركة إلى استقطاب الخريجين المتميزين، وتوفير فرص تدريبية للطلاب القادرين على التجاوب مع مستجدات العصر والوفاء بالمتطلبات المهنية للوظائف التي سيشغلونها. وقال إنه من الصعب توافر هذا العدد الكبير من المؤسسات والشركات تحت سقف واحد في غير هذه المناسبة.

تعميق الفائدة

رئيس اللجنة المنظمة لـ ليوم المهنة عميد شؤون الطلاب الدكتور مسفر الزهراني وصف، من جهته، إقبال المؤسسات والشركات على المشاركة في المناسبة أنه يعكس وجود حالة من الرضا عن مستويات خريجي الجامعة في سوق العمل، مشيراً إلى أن مسؤولي الشركات يثنون دائماً على خريجي الجامعة ومدى التزامهم وانضباطهم وتمتعهم بالسلوك المتميز والأخلاقيات المهنية العالية. وقال إن الفعاليات المصاحبة ليوم المهنة مثل المحاضرات وورش العمل يتم تطويرها باستمرار لتعمق الفوائد المرجوة من يوم المهنة وإكسابها جانباً تثقيفياً يزيد مهارات الطلاب.

فوائد متبادلة

من جهته قال مدير دائرة خدمات التوظيف بأرامكو السعودية ضياء بن أديب إلياس إن الشركة تفخر بتحقق حلمها باعتلاء أبنائها من السعوديين مختلف المناصب القيادية في الشركة ويديرونها بكل جدارة واقتدار. وأضاف إلياس أن يوم المهنة هذا العام، يأتي ليضيف لبنة أخرى إلى سجل الجامعة المشرف في مد جسور التعاون بين خريجي الجامعة وسوق العمل، وردم الفجوة بينهما. هذا الجسر الممتد لسبعة وعشرين عاماً، كانت جامعة الملك فهد الرائدة في بنائه، قد عاد بالفائدة المتبادلة بين الجامعة وسوق العمل، حيث تجدون أن سوق العمل أكثر رغبة وإقبالاً على توظيف خريجيها. وشدد إلياس على أن مبدأ استقطاب الكوادر السعودية المؤهلة وتطويرها والمحافظة عليها قد أثبت نجاحه وفعاليته، مطالبا بأن يكون في المقام الأول ضمن أولوياتهم جميعا كشركات ومؤسسات تسعى للتطور الدائم على الصعيد الداخلي وعلى صعيد المجتمع والوطن بأكمله، مبديًا تفاؤله من خلال هذا الملتقى، وكثافة تواجد المشاركين فيه من ذوي الأنشطة الصناعية والتجارية المختلفة.

الطلاب يتحدثون

من جهة الطلاب أكد سامي آل عبد ربه من قسم هندسة التحكم بكلية علوم وهندسة الحاسب الآلي أن يوم المهنة فرصة توفر الكثير من الوقت للطالب بدلاً من الذهاب لمقار الشركات المختلفة في عدة مدن والتقديم إليها، مشيراً إلى أنه يتمنى أن تزداد القاعات المخصصة لآراء المقابلات الشخصية.

ومثله قال طالب الهندسة الميكانيكية يوسف شاهين الذي ذكر أنه حرص على حضور يوم المهنة منذ السنة الأولى له في الجامعة، وهو ما شكل لديه خبرة في متطلبات الشركات وكيفية التقديم إلى الوظيفة.

وقال طالب العمارة بكلية تصاميم البيئة عبدالله بتشاق إن المناسبة تتيح له الانتقاء الأنسب بين الشركات وما يوافق مع طموحاته ورغباته، فيما قال طالب قسم المالية إنه استفاد من فعاليات يوم المهنة في الحصول على وظيفة في فترة التدريب التعاوني، موضحاً أنه يحرص على تطوير نفسه بحضور ما ينفعه من هذه الفعاليات.

فكرة رائدة

ويعتبر «يوم المهنة» أحد الأفكار الرائدة التي تبنتها الجامعة، فقد بدأ تنظيمه للمرة الأولى عام 1404هـ بمشاركة 14 شركة ومؤسسة، فيما تزايد عدد الجهات المشاركة عاماً بعد عام، حتى وصل هذا العام إلى 115 منشأة حكومية وخاصة. وهو ما يؤكد نجاح الجامعة في تطوير علاقات متميزة مع قطاعات المجتمع وإحساس هذه القطاعات بالدور الرائد الذي تنهض به الجامعة في إعداد وتنمية الموارد البشرية.

ويمثل اليوم لقاءات بين طالبي العمل وموفريه، وتعريفاً لتخصصات الجامعة وبرامجها الأكاديمية، وإتاحة الفرصة لجهات العمل لتعريف الطلاب بالأنشطة التي تقوم بها ومجالات عملها، كما تستهدف المناسبة تزويد الطلاب بمؤشرات واقعية عن المستقبل الوظيفي لمختلف التخصصات الأكاديمية وتعزيز الشراكة بين الجامعة ومجموعة كبيرة من أهم المؤسسات والشركات في القطاعين الحكومي والأهلي. وتستهدف المناسبة أيضاً، وعبر الفعاليات المصاحبة لها، تعريف الطلاب بالطريقة المثلى في إعداد السيرة الذاتية والطرق الفعّالة في البحث عن الوظيفة وكيفية اجتياز المقابلة الشخصية.

إلى ذلك، توفر المناسبة الكثير من الوقت والجهد على الطلاب إذ يستطيع الطالب بوجه عام والمرشح للتخرج على نحو خاص التواصل مع عدد كبير من المؤسسات والشركات الموجودة تحت سقف واحد وفي توقيت واحد، وهو ما يزيد معرفة الطالب بتوجهات سوق العمل والتخصصات التي يكثر عليها الطلب مما يساعده في اختيار التخصص المناسب طبقاً لمؤشرات واقعية.