رن هاتفي صباحا، ليوقظني على خبر واقعي لكنه أبعد من مسافة الكواكب عن سطح الأرض. كان المتصل يخبرني بقبولي المبدئي للابتعاث لإكمال دراسة الماجستير وذلك بعدما سجلت بياناتي في الموقع الإلكتروني الخاص بأمور الابتعاث كضربة حظ مستبعدة حصولها، أردف المتصل قائلا (ضروري تكملين الإجراءات الروتينية بما فيها وجود المحرم). محرم ومن وين لي محرم! يا أهل المحرم.. الذي من المؤكد سيحرمني حلم الابتعاث، أنهيت المكالمة التي أخذتني للجنة ثم قذفتني فجأة في وسط النار، نار تقاليدهم وعاداتهم، قومي لن يتقبلوا فكرتي ولن يروا في ذلك إلا قلة أدب وتمرد مرفوض يجب أن يقمع حتى لا تنتشر فحواه لبنات جيلي. ويصبح موضة العصر بالنسبة لهم، أحتاج لمعجزة إلهية تنقذ حلمي، لقوة جبارة أعلن بها العصيان والتمرد، للهروب خلف مستقبلي محققه ذاتي بعيدا عن تفكيرهم السطحي عن كوني امرأة، صعوبات ستلاحقني إذا ما أعلنت لهم نيتي في ذلك. ابتداء من محيطي مرورا بمجتمع لا يضع أي اعتبارات لفكر وكيان إنسانة لها حق الاختيار انتهاء بعدم وجود الشرط الرئيسي (المحرم). إذاً بعد مشواري الدراسي الطويل لا حق لي في الحصول على شهادة الماجستير إلا بوجود محرم يكون شاهدا لطهري وعفافي في بلاد الإفرنج.