بكل شيء من أدوات وطني وإمكاناته، نحن قادرون على أن نبنيه وأن نكمل كل ما بنيناه في مسيرة مدهشة. بالوطن الذي يدخل نادي – العشرين – بين أقوى اقتصادات الكون.

بالوطن الذي يدخل نادي العشرة الأول في الملاءة المالية وفي القدرة على سداد التزاماته الفورية بحسب شهادة البنك الدولي. بالوطن الذي يشق مرتبته بسرعة الصاروخ في جلب الاستثمارات وخلق البيئة الاستثمارية ليتخطى عشرين مرتبة في أقل من عامين.

بالوطن الذي تحول قبلة لعشرة ملايين وافد أجنبي، أفلا يستطيع أبناؤه بالإرادة أن يزاحموا على هذه الكعكة الذهبية؟ بالوطن الذي يأتي في المرتبة الثانية بعد أميركا في حجم التحويلات المالية، أفلا نستطيع بالإرادة والتصميم أن ننافس على هذه الملاءة المدهشة؟ بالوطن الذي يتصدر كل الدنيا في حجم الابتعاث قياسا بعدد السكان وبالوطن الذي يتصدر كل الدنيا في حجم المشاريع الحكومية قياسا بالناتج الرسمي.

بالوطن الذي يتفرج على الدنيا بأسرها وهي تختنق في عنق زجاجة الأزمة المالية فيما هو يحقق الفائض بعد الفائض. بالوطن الذي يتصدر كل الدنيا في حجم الاحتياط النقدي.

Yes we can. نعم نستطيع. نستطيع إذا ما رمينا ثقافة الاتكال وزرعنا ثقافة العمل. إذا ما استطعنا أن نغرس في قلوب الملايين من الشباب الجديد خريطة وطن، ثم انتزعنا منهم أمراض أجيال الطفرة السابقة التي تظن أن العمل منحة ضمان وأن المكتب والمكيف ليسا إلا بطالة مقنعة.

نعم نستطيع إذا غرسنا في قلوب الملايين أن المقياس هو الإنتاج وأن الضريبة هي العرق. نعم نستطيع إذا ما أوضحنا للجيل الجديد أن حجم حوالات عمالتنا 90 مليارا في العام وأن باستطاعتهم قضم هذا الرقم الضخم وأن لهم أن يقسموه وأن لهم أن يدركوا الحسبة. لا تقتلوا هذا الوطن في عيون أبنائه. نحن كلنا مسؤولون عن هدر كل إمكاناته المدهشة.