مع أن طابعها اقتصادي، لم تستطع القمة العربية الاقتصادية التي انعقدت أمس في شرم الشيخ تجاهل ما يحصل على الصعد السياسية في العديد من البلدان العربية، لا لشيء إلا لأن السياسة مرتبطة بالاقتصاد، والاستقرار الداخلي مرتبط بمدى قدرة الأنظمة على تأمين متطلبات الحياة والحفاظ على كرامة وعزة مواطنيها كما تطالبهم بالدفاع عن سيادة الأرض وصون الاستقلال إذا ما تعرضت البلاد إلى أي تهديد خارجي أو داخلي.

أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح كان مدركا للمخاطر التي تتهدد بعض الدول العربية على خلفيات سياسية كما هو الحال في لبنان والسودان واليمن، ولكنه أدرك أيضا خلال كلمته في القمة المخاطر الناجمة عن التردي الاقتصادي في بعض الدول العربية والتي ستكون بؤرا مشابهة لما حصل في تونس، طالما أن إحراق الذات أصبح موضة الحاقدين على أنظمة بلدانهم وممارساتها التي لا يمكن الدفاع عنها.

وإذا كان يحق لكل شعب من الشعوب العربية اختيار النظام السياسي الذي يرتضيه، إلا أن على القادة العرب الذين تجمعهم رابطة اللغة والدين والتاريخ والجغرافية، العمل على إيجاد المؤسسات التي تجعل المواطن العربي يعتز بانتمائه، لا أن يهرب إلى أصقاع الأرض طلبا للطمأنينة الاقتصادية والسياسية.

السوق العربية المشتركة كانت أحد أهداف الجامعة العربية التي مضى على قيامها 65 عاما، وحتى هذا التاريخ لم يستطع الزعماء العرب تحقيق هذا الهدف، فيما نجد أوروبا التي تضم خليطا من اللغات والإثنيات حققت هذا الهدف بفترة زمنية قياسية.

وعدنا الشيح الصباح بأن صندوق دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة والذي يبلغ رأسماله ملياري دولار سيدخل حيز التنفيذ. نتمنى أن يحصل ذلك.