أطلقت قوات الجيش التايلاندي النار على المحتجين اليوم السبت ( 15 / 5 / 2010) في ثالث يوم من الاشتباكات بشوارع بانكوك مما أدى إلى سقوط 17 قتيلا في الوقت الذي تسعى فيه قوات الجيش جاهدة لعزل مخيم مترامي الأطراف إقام المحتجون الساعون إلى إسقاط الحكومة.

وأطلق الجنود الذخيرة الحية من وراء أكياس الرمل أو من فوق أسطح المباني على المحتجين الذين تسلحوا بالقنابل الحارقة والبنادق والصواريخ محلية الصنع في اشتباكات دارت حول الحي التجاري. وأصيب أحد المحتجين في الصدر خلال محاولته إشعار إطار.

وقال شاهد من رويترز أنه تم نقل ثلاث جثث على محفات عند تقاطع دين داينج إلى الشمال من موقع الاحتجاجات , وظهرت على جثتين جروح في الرأس , واستمر تدفق قوات الجيش على متنزه حول فندق دوسيت ثاني الشعبي خارج موقع الاحتجاجات , وجاء ذلك عقب ليلة طويلة دوت فيها أصوات انفجارات قنابل وإطلاق نار بشكل متقطع مع محاولة الجيش إقامة حاجز حول المخيم الذي تبلغ مساحته 3.5 كلم مربع حيث يرفض الآلاف مغادرته بمن فيهم النساء والأطفال , وقال كوانتشاي برايبانا وهو من زعماء المحتجين من أصحاب القمصان الحمراء "سنواصل القتال" , مطالبا رئيس الوزراء التايلاندي ابهيسيت فيجاجيفا بالاستقالة وتحمل المسؤولية عن أسوأ أزمة تشهدها تايلاند منذ 18 عاما.

وقال إن إمدادات الطعام والماء والوقود بدأت تشح ولكنه قال أن لديهم ما يكفي "لأيام" , وأضرم المحتجون النار في سيارات بما في ذلك شاحنة للجيش وألقوا الحجارة على القوات التي أقامت سياجا من الأسلاك الشائكة عند نقاط التفتيش وطلبت من السكان إبراز بطاقات الهوية في محاولة لمنع محتجين من الانضمام إلى "أصحاب القمصان الحمراء"  واغلبهم من فقراء الريف والحضر , وحذرت لافتة عند أحد التقاطعات السكان من دخول "منطقة ذخيرة حية". وحذرت أخرى من "منطقة رصاص حي".

وأدت الأزمة إلى إصابة مناطق في بانكوك بالشلل وأضرت بثاني اكبر اقتصاد في منطقة جنوب شرق آسيا وأسهمت في نفور السائحين عن البلاد.

كما أصابت سكان بانكوك بالصدمة لرؤيتهم إحدى أكثر مدن العالم حيوية واحد ابرز المقاصد السياحية تتحول إلى منطقة حرب , وقال راتانا فيراساوات (48 عاما) صاحب محل بدل صغير شمالي مخيم الاحتجاج حيث يغادر كثير من السكان إلى مواقع آمنة "لا تزال آذناني تطن من أصوات إطلاق النار الليلة الماضية".

وأضاف "الأمر فظيع ويزداد سوءا , من الأفضل أن يغادروا الآن" , وعبر الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون في بيان عن قلقه من "أعمال العنف المتزايدة على نحو سريع في تايلاند , ويحثهم بقوة على العودة بشكل عاجل إلى الحوار من اجل وقف تصعيد الموقف وحل الأمور بشكل سلمي" وحثت الحكومة الكندية على العودة إلى المحادثات بعد أعمال العنف التي شهدت أطلاق النار ثلاث مرات على صحفي كندي يتخذ من بانكوك مقرا له وهو احد ثلاثة صحفيين أصيبوا في الاشتباكات التي وقعت أمس الجمعة , وتراجع عدد المحتجين في المخيم الرئيسي الليلة الماضية لكن لا يزال هناك بضعة آلاف راح كثير منهم يغني ويستمع إلى خطابات زعماء الاحتجاج الذين لم يظهر بعضهم منذ أيام ومن بينهم رئيس الحركة , وقال مركز ايراوان الطبي في بانكوك أن 17 شخصا قتلوا وأصيب 147  في احدث اشتباكات بين الجانبين.