تعدد البرامج وتنوعها، وتخصص الكثير منها في جوانب مختلفة، وكثرة القنوات الفضائية، عوامل زادت من عدد المذيعين، إلا أنّ أكثرهم دون نكهة أو تميز.
أطل على الشاشة متخصصون في مجالات عدة تولوا مهمة تقديم البرامج التي تتناسب مع مجال تخصّصهم من منطلق المتخصص هو الأقدر.
اهتمام مذيعي هذه الأيام بالأناقة، طغى على جوانب عديدة، فيما التغـيير يـبدو جـليا لهيئة المذيع الواحـد من يوم لآخر، حتى إنّ المشاهد يتوهم بأن هذا المذيـع ليس الذي كـان بالأمـس على الشاشة، هذا هو الحال الذي يعيشه بعـض مذيـعي شاشاتنا، رغـم أن المضمون هـو الغاية التى يريدها المشاهد.
التلفزيون السعودي خلال الحقبة الزمنية الماضية صنع مذيعين شاملين وقادرين على تقديم أي شيء بقدرة ممتازة، فتجد في المذيع الشامل القدرة على أن يكون معدا ومعلقا ومحاورا ومقدما، عندما يقف أمام الكاميرا يبقى همه الشاغل جذب المشاهد للحدث وليس للمحدث.
غالب كامل وماجد الشبل وجهان لذاكرة التلفزيون السعودي وهامتان إعلاميتان لا يمكن للمشاهد نسيانهما خلال سنوات طويلة، دراية تامة بالحدث الذي يقدمه أحدهما دون تكلف أو تصنع المعرفة، هنا الخبرة الممزوجة بالثقافة الشاملة في أمور شتى مبنية على الأساسيات، إضافة إلى التمكن اللغوي الفريد.
حامد الغامدي آخر جيل العمالقة، يقف على كرسي الأخبار ليجعلنا نعيش الحدث بصوته الجهوري وشخصيته الثابتة ولغته المتقنة، ومن هناك يطل علينا من خلال برنامجه الشهير "سباق المشاهدين".. تنوع في الأدوار ونجاح في الأداء، يجعلان المشاهد مجبرا على المتابعة. غاب الغامدي كثيرا وعاد قويا كما هو ليكون "صمام الأمان" ويبقي لنا ذكرى من باقي زمن جميل.
هنا سر نجاح جيل العمالقة؛ الأداء المبهر، الذي يبقى عالقا في ذاكرة المشاهد وليس بالمظهر المصطنع.