وبالأمس فقط، ابتدأت حملة الإعلانات الصحفية لمطار جدة الجديد. علمتني الأيام أن أتوجس خيفة من مدن "الكمبيوتر" ومشاريع الأبعاد الثلاثية. تؤكد رئاسة الطيران المدني في حملة تدشينها للمطار على ثلاث حقائق: الأولى: إن المطار الجديد يتوافق ولله الحمد مع الثقافة الإسلامية، وهذا تماثل وتشبيه دائما ما نجنح إليه لدغدغة العواطف وإلا فما دخل المطارات والأبراج ومباني الجامعات في الثقافة الإسلامية. نحن في حاجة لمطار منذ ربع قرن على الأقل وكنا سنقبل به حتى لو كان إغريقيا أو بيزنطياً. كل القصة مدرج وصالة سفر. الثانية: إن تكلفة المطار المؤكدة بحسب التصريح 27 مليار ريال، ولا اعتراض لنا على الإطلاق على المبلغ، فالمهندس أبخص، ولكننا نسأل عن جملة واحدة في الإعلان تشير إلى أن المطار الكمبيوتري المقترح سيعمل بـ46 بوابة مغادرة، نحن فقط نسأل عن عدد البوابات في مطارات دبي وهونج كونج وهيثرو، وإذا عرفنا العدد بمجرد ضغطة (زرار) كمبيوتري إنترنتي جاز لنا أن نسال عن جواز قسمة 27 مليارا على 46 بوابة مغادرة لنعرف تكلفة البوابة الواحدة. ومرة أخرى نعدكم أن تكون كل أسئلتنا واستفساراتنا عن المطار متوافقة مع الشريعة الإسلامية طالما أنكم أول من وضع هذا المعيار، فأوضح للجميع، ولله الحمد، أن المطار يتوافق مع هذه الشريعة الإسلامية. الثالثة: إن المدة الزمنية لبناء المطار والانتهاء منه هي ثلاث سنوات وأكثر ما في بلاد القوم ليس إلا دفاتر التقويم وسنبدأ معكم نقلب الورق. ولأن المطار على الشريعة الإسلامية فكل القصة أن نبني صالة سفر على شكل (هلال) وآمل أن يكون ذلك الهلال هو أول الشهر لا آخره. كل ما أخشاه أن يبدأ (هلال) المطار ثم يبقى ـ محاقا ـ كما هو منذ عشر سنين على الورق.
كل ما أخشاه ألا يشاهده أحد بعد ثلاث سنين بحسابات الفلك أو بشهادة الشهود بالعين المجردة: ألم أقل لكم إنهم يقولون إن كل ما في المطار يتوافق مع الشريعة. مسكينة هذه الشريعة.